الى جنات الخلد محمود محمد علي حامد سمرا كنوني

بقلم المناضل: حُمد محمد سعيد كُلُ - ديبلوماسي سابق ومحلل جيوسياسي، لندن بريطانيا

بِسْمِ ٱللّٰهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيمِ

قال تعالى: ”تبارك الله بيده الملك وهو على كل شئ قدير، الذي خلق الموت وتلحياة ليبلوكم أيكم احسن عملا

محمود محمد علي حامد سمرا كنوني

وهو العزيز الغفور“ صدق الله العظيم.

صدمني نبأ وفاته ونحن لم نتخلص بعد من آثار حزن لأناس فقدناهم قبل فترة لا بل ايام وكان اخرهم المغفور له محمد عثمان صائغ، عائلة محمود محمد علي كنوني تربطنا بهم أواصر علاقات اسرية قوية في بلدة حقات، عاش أباءنا معا بحضور الاجداد، ثم الجيرة في مدينة أغردات ثم من محاسن الصدف ان تجاورنا في ابوظبي في حي واحد النادي السياحي ليمتد الوصال بين اسرتينا لا بل بين أبنائنا وعشنا معا ايام جميلة لا تنسى، ليدور الزمان علينا ويفرقنا مثلما يحدث لمعظم أبناء الشعب الارتري.

الاستاذ محمود كنوني ترعرع في مدينة أغردات ودرس بمدينة ”كرن، هذا الحديث ربما يكون تقديرا لكن الذي أعرفه جاءنا في مدرسة أغردات ناظرا لها في العام 1956م، كان معلما واداريا كفوءا، بعد ذلك ذهب الى بيروت في منحة دراسية في الجامعة الامريكية وتخرج منها ليصبح ناظرا للمدرسة الثانوية بمدينة كرن، وفي فترة المجلس العسكري الاثيوبي نقل الى اديس ابابا لكن لم تطل مدته هناك فهاجر واستقر في ابوظبي بدولة الامارات العربية المتحدة.

فترة وجودي بابوظبي وكنت وقتها ممثلا لجبهة التحرير الارترية في دول الخليج في الفترة من العام 1978م الى بداية التسعينات، في هذه الفترة اقتربت منه اكثر، كان بحق متمكنا في مجاله خاصة جانبه التعليمي والتربوي والعلمي والاداري، متمكن من اللغة الانجليزية سليمة لغته العربية، وفي الشأن الارتري وطني وكان رئيس اللجنة الفرعية لتنظيم جبهة التحرير الارترية بمدينة ابوظبي.

بعد التحرير والاستقلال شأنه شأن معظم الارتريين ذهب الى الوطن وجدد منزلة بمدينة كرن للاستقرار، كان فرحا، جمعتني به الظروف من جديد في مدينة كرن في نهايات التسعينات، وكان ثالثنا المغفور له الاستاذ الكبير الدكتور يوسف نبراى، كنا نتجاذب اطراف الحديث عن الاوضاع السياسية، ثم دارت الايام بريح لاتشتهيها السفن. الاستاذ يوسف نبراى طواه الثرى بين اهله ومريديه في مدينة كرن، والاستاذ محمود كنوني هاجر الى امريكا مع ابنائه.

انما يؤلمنا ليس الموت فهو حق بل المحزن والمؤلم ان نتبعثر في اراضي غير ارضنا ومع اناس غير اناسنا وندفن في بلاد لا تعرف من نحن، بعضنا يموت وهو يحلم بشغف العودة للوطن ليكون في ارضه وبين اهله ويدفن بين الموتى من اهله. هكذا نفقد كل يوم عزيزا يترك فينا فراغا صعب ملؤه.

رحم الله محمود محمد علي كنوني رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والصالحين وحسن اولئك رفيقا.

نواسي أبناءه وبناته واخوته واخواته والسيدة حرمه والعزاء لنا جميعا.

انا لله وانا اليه راجعون

Top
X

Right Click

No Right Click