الارتريون في مدينة جدة يزفون شهيد الوطن الشيخ موسى محمد نور

بقلم الأستاذ: مهاجر أحمد

حضور مهيب وغير مسبوق من الارتريين في جدة والذين تقاطروا من مختلف الأحياء لتقديم واجب العزاء

في شهيد الوطن الشيخ الشهيد موسى محمد نور رحمه الله

ماشاهدته لم يكن مجرد عزاء بل كان حضورا يحمل رسالة ومغزى وقد تجسدت في هذا الجمع الغفير معاني الوفاء والعرفان لما قدمه الشيخ التسعيني من أجل مبادئه ووطنه وأمته.

قد كان حضورا زاهيا يثلج الصدور ويغيظ اعداء الانسانية والحرية في ارتريا الذين يرتكبون الجريمة تلو الأخرى ثم يحاولون إخفاء آثارها ليفلتوا من العقاب ويأب الله إلا أن يفضحهم على رؤوس الاشهاد.

ليلة الاثنين ليلة تجلت فيها أسمى معاني التلاحم الوطني والاخاء الديني والترابط المجتمعي لشعب أرادت له سلطة الدكتاتور القمعي في ارتريا أن يعيش ممزقا لايجمعه دين ولا تربطه وشائج القربى.

اكتظت ساحة الوفاء - العزاء - بجمع غفير لم تشهد له مثيل كأنهم جاؤوا ليزفوا شهيدهم لا لينعوه فهو عندهم لم يمت بل حي عند ربه وهو عندهم ليس بشيهيد فحسب بل سيد الشهداء لأنه صدع بكلمة حق عند سلطان جائر وهكذا تحسبه والله حسيبه.

وهكذا يرحل الشيخ السجين الى ربه راضيا مرضيا باذن الله وقد أبرأ ذمته ووضع الجميع شيبا وشبابا أمام مسؤولية كبرى ويمضي الشيخ التسعيني الذي تحدى الطاغوت ليلتحق بمن سبقوه من شهداء الوطن الذين صنعوا تأريخا وضربوا أروع الأمثلة في التضحية والدفاع عن الوطن وحرية الانسان حتى تبقى راية الوطن شامخة.

رسائل من وحي المشهد
دماء الشهداء ستبقى لعنة تطارد المجرمين القتلة
ان فقد الوطن بطلا من أبطاله لكن عزاؤنا أنه كتب في لوحة الشرف والفخار

لقد تجسدت معنى الوحدة الارترية والشعور بالمصاب الواحد في الحضور وفي من كان يتلقى العزاء "صف العزاء" الذي تكون من ألوان الطيف السياسي والمجتمعي الارتري في لوحة بديعة المنظر.

ممالفت نظري التحلق من أجل تلاوة سورة "يس" و آيات من القرآن الكريم ورفع الصوت بالتهليل وهو تقليد متبع كاد أن يندثر ممايعني التمسك بالثقافة والتراث الارتري الذي يزخر بالكثير من المبادئ والقيم التي ينبغي المحافظة عليها.

Top
X

Right Click

No Right Click