رحيل المناضل محمد سعيد عمر عنططا

بقلم الاعلامى الاستاذ: أحمد الحاج

غيب الموت مساء أمس السبت 19 أغسطس الجاري بمدينة ملبورن المناضل الارتري

محمد سعيد عمر عنططا عضو حركة التحرير وجبهة التحرير الارترية السابق وأحد أبناء كرن الذين نشأوا في حب الوطن وشاركوا في الرفض الشعبي للإستعمار وأدواته.

ولد الفقيد في الثلاثينات من القرن الماضي وأكمل المرحلة الاعدادية بمدينة كرن وأنخرط في العمل الوطني منذ أن كان يافعا وسجن لعدة شهور بعد مشاركة فعالة له بمظاهرة كرن الشهيرة عام 1958.

ويعد الراحل واحدا من الكوكبة الخالدة التي نسجت الخيوط الأولي لجبهة التحرير الارترية بمدينة القاهرة عامي 60 و 1961 حيث حضر الاجتماعات التي كان يترأسها الزعيم الوطني الراحل إدريس محمد آدم.

وأضطر الراحل وهو أب لبنت وولدين مغادرة وطنه في نهاية 1958 ووصل الي مصر مع رفيق دربه المناضل آدم أكتي حيث كانا من أوائل الطلاب الذين منحتهم الحكومة المصرية الفرصة الدراسية وغادر لا حقا مصر بعد أن أكمل بها الثانوية العامة بمدينة بورسعيد.

وفي العراق الذي وصلها عام 1966 واصل بها دراستة وتخرج من جامعة بغداد كلية التجارة وإدارة الأعمال سنة 1971.

أما علي الصعيد الوطني فبجانب محطاته بداخل كرن والقاهرة فيما بعد عرف عنه حضوره للمؤتمر الوطني الأول عام 1971 وترأسه للجنة الانتخابات التي تم إختيارها من المؤتمر ولكنه غادر الميدان بعد أن "رأي مواقف لم تعجبه" كما أخبرني ذات مرة، وفيما بعد ولسنوات عديدة في كل من ليبيا (73ـ 1975) والامارات (75 ـ 2000) واصل التعاطي مع شئون الثورة والوطن ضمن صفوف الجماهير الارترية.

وقبل إستقراره بأستراليا عام 2000 كان يترأس الجالية الارترية بأبوظبي التي عاش فيها لخمسة وعشرين عاما وعمل بها مسئولا كبيرا في شركة المياه والكهرباء ووظف في تلك الفترة الكثير من الارتريين الذين يحفظون له المعروف ويذكرونه بالخير الي اليوم.

وشارك في أستراليا ولسنوات طويلة في الأعمال المناهضة للنظام وكان خطيبا جريئا وحادا في مظاهرات وأنشطة معارضة ورافضة لنهج النظام الارتري.
هذا وتقرر مواراة جثمانه الطاهر الثري يوم الأربعاء 23 أغسطس الحالي بمدينة ملبورن.

نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يدخله فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه وكافة معارفه وأقاربه جميل الصبر والسلوان وإنا لله وإنا اليه راجعون.

Top
X

Right Click

No Right Click