المناضل ود قشش فى حديث الذكريات - الجزء الاول

حاوره الإعلامي الأستاذ: أبوبكر عبد الله صائغ - كاتب وصحفي ثقافي مهتم بالتأريخ

مناضل جسور التحق بالثورة بعد إسبوع فقط من إستشهاد الشهيد البطل/ حامد إدريس عواتي،

وحين قرر الشهيد/ حامد إدريس عواتى إعلان الكفاح ومغادرة القرية التي كان يعيش بها، خرج معه عدد من الشباب صغار السن كان من ضمنهم ضيفنا ولكن عواتى قال له وللذين كانوا معه إرجعوا للقرية لحماية الأسر من هجمات الشرطة الأثيوبية، وتكررت محاولاته للإلتحاق بالثورة، وأخيراً التحق بالثورة عام 1962م ووجد حامد إدريس عواتى قد إستشهد ومنذ ذلك التاريخ وحتى مغادرت جبهة التحرير الإرترية، ظل مناضلاً شرساً في صفوف جبهة التحرر الإرترية، حينها كان مسؤولاً عن قطاع المليشا الشعبية، وعندما لم يعود جيش التحرير الإرتري من السودان، سلم سلاحه هو ومن كان يقودهم للجبهة الشعبية معلناً إنضمامه لها، المناضل ود قشش كما حدثونى عنه في أسمرا من كان يقودهم في ساحة المعارك كان رجل شجاعاً،وبطلاً بكل مقايس البطولة، كان مغامراً وعنيداً وفارساً في ساحات الحرب، هذا المناضل التقيته صدفه في أسمرا، وتبدأ قصة لقائي به حين حدثنى عنه أحد الذين يعرفونه جيداً، وقال لي: المناضل ود قشش في أسمرا قادماً من فيافي وسهول ووديان بركة والقاش لكي يستلم إستحقاقات الرعيل الاول، وتحركنا للبحث عنه، ووجدناه جالساً يتحدث مع أحد معارفه أمام ساحة جامع الخلفاء الراشدين، وناداه مرافقي بأعلي صوته بأسمه، نهض كما ينهض النمر من مرقدة وإتجه نحونا، ولولا وجود معى مرافق للبحث عنه.

لو قضيت العمر كله للبحث عنه لما عرفته، مهما وصفوه لي من شدة بساطته، بساطة في كل شئ (ملابس حديثه، مكان جلوسه)، كان يرتدي جلابية بيضاء وشدة ويحمل عصا صغيرة في يده اليمنى، وتعجبت وقلت له: أريد أن أجري معك حوار للصحيفة، فقال لي اهلاً وسهلاً وتحركنا وجلسنا وتحاورنا، فكان هذا اللقاء الخاص، وجميل أن يكون بيننا رجل بقامة ودقشش باعتباره واحد من الذين عاصروا عواتي وهذه حصيلة الحوار:

عن أسمه وميلاده ونشأته وعشيرته التى ينتمي اليها يقول:

أولاً أشكرك جداً لأتاحتك لي هذه الفرصة. وهذا اول حديث لي مع وسيلة إعلامية أتحدث إليها وأطل عبرها الى الشعب الإرتري كافة، إسمى الكامل هو/ محمد أبو بكر محمد همد من قبيلة "حفرا" وولدت في منطقة "هبروا كوفيت" وهي المنطقة "دامر" التي عاشت فيها عشيرة والد الشهيد البطل/ حامد إدريس عواتى وأيضاً عاشت بها أسرة الشهيد/ حامد عواتى، و أنا وهو من أسرة واحدة، والبطل الشهيد/ حامد إدريس عواتى هو إبن خالي.

وحين أراد الشهيد البطل/ حامد إدريس عواتى تفجير الثورة وإعلان الكفاح المسلح خرجنا معه من القرية. وكان عددنا ثمانية أشخاص ولكن الشهيد/ حامد إدريس عواتى طلب منا العودة للقرية لحماية الأسر من هجمات قوات الشرطة الأثيوبية، لأن قريتنا كانت تخضع لرقابة شديدة بسبب وجود حامد عواتى بها، وقال لنا: لو علمت القوات الأثيوبية بأهدافنا أي إعلان الكفاح المسلح سوف يأتون للقرية وسيدمروها، ولذلك عليكم الرجوع للقرية لحماية الأسر من هجمات الشرطة الأثيوبية.

وخرج الشهيد/ حامد عواتي الى الجبال معلناً الكفاح المسلح، وصلت الإخبار للقوات الإثيوبية، التى تحركت لمتابعته، وإندلعت مواجهة بين عواتى ورفاقه من جهة وقوات الشرطة الأثيوبية من جهة أخرى،وجرت أول معركة في جبل "أدال" بين الشهيد/ حامد عواتى ورفاقه والقوات الأثيوبية ومن تلك المواجهة إنطلقت شرارة الكفاح المسلح، ثم جئنا إليه مرة أخري بعد تللك المعركة وأبدينا له رغبتنا في الإنضمام للثورة، وقال لنا الشهيد/ عواتى أرجعوا الى القرية الأن وحين يزداد عددناوتتوفر لدينا الاسلحة سوف تلتحقون بنا، وماعليكم الأن سوي حماية القرية من هجمات الشرطة الأثيوبية.

وفي طريق العودة الى القرية شاهدنا قوات الشرطة الأثيوبية تتوجه بأعداد كبيرة لمحاصرت المنطقة الى يتواجد بها/ حامد عواتى ورفاقه، ونحن إنتشرنا بين رعاة الماشية الذين كانوا يتواجدون في المنطقة، والشرارة الأولي التى أطلقها الشهيد/ حامد عواتى فى جبل "أدال" والمواجهة الأولي التي جرت بين القوات الأثيوبية وحامد عواتى وجماعته فى "أدال" أسر فيها المناضل/ بيرق نوراي وهو أول أسير من الثورة الأرترية، ثم توالت المواجهات بين عواتى وقوات الأحتلال، وفي المواجهة الثانية إستشهد شهيد الثورة الأول/ عبده محمد فايد وكذلك أسر من الثورة الأسير الثانى وهو المناضل/ همد إيرا وهو من قبيلة "نابتاب" من منطقة "أمنايب".

إلى اللقاء... في الجزء القادم

Top
X

Right Click

No Right Click