تقرير للامسيه التاريخيه بغرفة البالتوك مع المناضل إبراهيم قدم - الحلقة الخامسة

إعداد: فريق ادارة المنبر الارترى للحوار الحر

لقد إستهل حديثه الاستاذ المناضل ابراهيم محمود قدم فى الامسيه التى كانت بتاريخ 6-4-2012 ايجابيات وسلبيات تقسيم المناطق

فى عهد جبهة التحرير الارتريه: إبتدأ بالايجابيات: بفضل هذا التقسيم انتشرت الثورة الى كل مناطق ارتريا بدلا من إنحصارها فى منطقة بركة والقاش والساحل وعنسبا. ومشرفى المناطق الاربعه وهم محمود ديناى و عمر ازاز و عبد الكريم احمد ومحمد على عمروا والمنطقة الخامسة الاخيرة بقيادة والداى كحساي.

إبراهيم محمود صالح قدمبالفعل المناطق الاربعة الاولى كان فيها خيرة المناضلين الذين كانت لهم صولات وجولات ولاسيما من بينهم المناضل عبدالكريم احمد الذى اطلق عليه الشعب الارتري (سنى فالوا) لما كان يتميز به من إقدام وبطولة وكذلك حليب ستى ومفسن تخلى وكان دور القائد والجندى واضح لدى اصداء الارتريين. ومن بين هؤلاء المناضل محمود ديناى الذى خطفه النظام الارعن وغيبه والى الان مصيره مجهول.

* السلبيات: كان التقسيم على حسب المكون الارتري، ولم نستطيع تجاوز واقع القبليه والمناطقيه والطائفيه الى الآن، هذا الثالوث التى عانت منه الثورة ومازالنا نعانى منه. احيانا تظهر على السطح واحيانا تختفى. وفى النهاية نستطيع ان نقول كل من كان يركب هذه الامواج فقط من اجل المصلحة الشخصيه وكان يتم الرجوع الى الطائفة والقبيله والمنطقة من اجل التسلق الى السلطة والمنصب.

اما عن توزيع المناضلين والقيادات على المناطق يرجع ذلك الى المتواجدين فى الميدان وبالتاكيد كانوا يمثلون التنوع والمكون الارتري وبذلك كان التوزيع على حسب المتاح.

اما اذا نظرنا الى الامر من زاوية اليوم كان يجب ان لايكون بهذا الشكل نجد المناضل الشهيد عبد الكريم احمد (سنى فالو) لم تكون هناك مشكلة فى قيادته للمنطقة الرابعه او الثالثه او الاولى وكان الشعب يوافق على تواجده اين ماكان دون تحفظ، وكذلك المناضل الشهيد عمر إزاز قائد المنطقة الثانيه اذا ما تم نقله الى المنطقة الرابعه او الثالثه كان سوف يكون أداءه بنفس المستوى والقدر وايضا المناضل محمد على عمرو اذا ما تم نقله من المنطقة الرابعه الى المنطقة الاولى او الثانيه كان سيعطى بنفس القدر، نجد قبل تقسيم المناطق هذه القيادات كان لها دور ملموس فى الساحه.

وبهذا التقسيم إنكفأ وإنحصر دورهم فى مناطقهم وكانت المناطق معزولة عن بعضها، والشعور الذى كان ينتابهم بان هذا التقسيم يعيق العمل، وظهرت على اثر هذا التقسيم حركتان تدعوان الى الإصلاح حركة الاصلاح وحركة الجنود.

* حركة الاصلاح كان مطالبها توحيد الجيش وتواجد قيادة الجيش على ارض الميدان بدلا من القاهرة والسودان. بالتاكيد اذا كان جزء كبير من القيادة فى الداخل ووسط الجنود كان سيكون الحال افضل مما كان عليه باستثناء القيادة التى يتعلق عملها بالجانب الدبلوماسى و الخارجي.

* اما حركة الجنود وهم الجنود الجرحى الذين كانوا يبعثون الى السودان للعلاج وكانوا يعانون من عدم الاهتمام، وهم بدورهم أثروا على اللجان الفرعيه بالسودان التى كانت تتابع مجريات الساحه الارتريه عن كثب فى حينها، وايضاً كان مطلبهم الاصلاح.

بالتاكيد الوحدة كانت هاجس الكل ولهذا الغرض تمت بعض اللقاءات داخل الساحه الارتريه ومنها لقاء عنسبا وعراديب وفى منطقة هبروا وفى هذه اللقاءات تمت مناقشة توحيد الجيش والمناطق والقيادة ولكن للاسف لم تخرج النتائج على حسب الرغبة التى كانت تنتاب الجميع، فلذلك تم دمج المنطقة الرابعه والثالثه والخامسه.

واثناء هذه المشكلة حصلت هناك انتكاسه بقيام والداى كحساي قائد المنطقة الخامسه بتسليم عدد كبير من الجنود بعتادهم الى العدو الاثيوبي مما زاد الوضع تعقيداً، وفيما بعد المناضل عبدالله ادريس والمناضل الشهيد حشال عثمان تداركوا الامر واعادوا تنظيم وتشكيل الجنود فى تلك المنطقة بقيادة المناضل الشهيد ابراهام تولدى.

وفى خضم هذه اللقاءات لقد استشهد المناضل الشهيد عمر إزاز فى معركة حلحل واربعه وخمسين من خيرة المناضلين الذين كانو متواجدين فى تلك المنطقة ومن بينهم الشهيد ادم ابكر قائد فصيله، سودانى الجنسيه الذى إلتحق بالثورة الارتريه بعد سماع بناء استشهاد صديقه الارتري الذى كان يعمل معه فى منطقة القضارف وإلتحق من اجل ان يكمل الطريق الذى تخضب بدم رفيقه.

وايضاً استشهد فى تلك المعركة المناضل محمد عبده، وكان معظم الذين إستشهدوا تدربوا بسوريا، ولهذا السبب كانت المنطقة الثانيه فى وضع لا يسمح لها بالمشاركة فى لقاء عراديب وهبروا بفقد هذه الكوكبة من الشهداء. وبذلك كان الحضور من المنطقة الخامسة والرابعه والثالثه وممثلى هذه المناطق الثلاث صمموا على المضى قدما فى الوحدة الثلاثيه ونالوا ما ارادوا وتمت الوحدة بقيادة المناضل الشهيد محمد احمد عبده، ومن ثم بعد ذلك كانت هناك نداءات من جماعة الاصلاح وعلى راس هذه المجموعة المناضل محمود محمد ابراهيم والمناضل سعيد داؤد والمناضل الشهيد عبد القادر رمضان والمناضل عبد الله سليمان.

وكذلك ظهرت حركة الجنود وهى بالمثل تدعوا الى الاصلاح حتى أدات هذه الدعوات الى تكوين لجنة تحضيريه لتجمع الناس فى مؤتمرعام بمنطقة ادوبحا وفى هذا المؤتمر حضرت كل القيادات السياسيه لاول مرة فى الداخل، بالفعل كانت تباشر القيادة العسكريه العمل على الميدان ولم يكون هناك خط فاصل بين القيادة العسكريه والسياسيه. القرارات التى توصلوا اليها فى ادوبحا:

* القرار الاول ان قيادة المناطق العسكريه يجب ان لايكون فى القيادة العامه وهم محمود ديناي ومحمد على عمرو وعبد الكريم احمد وابرهام تولدى وبعد استشهاد عمر إزاز استلم القيادة محمد عمر ادم ونائبه ياسين محمد على ربنا يمد فى عمره. وتم تشكيل قيادة من ثمنية وثلاثين مناضل وفى نفس الوقت تم تشكيل لجنة تقصي الحقائق .
* القرار الثاني عقد مؤتمر وطنى عام وتشكيل لجنة تحضيريه له، وايضاً تم تشكيل لجنة لحصر الممتلكات.
وبهذه الخطوات نستطيع ان نقول القيادة العامه بدأت بداية جيدة بدمج الجنود من الفصيله المساعده وهئية التدريب وتم تشكيل من ذلك سرايا ووحدات ابتدئين فى منطقة تارا وكوكلاي ومجلل وتعتبر هذه من اهم الانجازات التى حققتها القيادة العامه اى القيام بتوحيد الجنود الذين كانوا منقسمين الى خمسة مناطق ونستطيع ان نقول كانت خطوة لعمل عسكري منظم وهرمى متسلسل من رأس القيادة الشهيد محمد احمد عبده نزولا الى قائد السريه والفصيله والمجموعة.

* المشكلة الاولى: كان من المفترض ان يلتزم المجلس القيادى الاعلى بالقرارات التى تصدر من القيادة العامة الى حين انعقاد المؤتمر الاول ومن ثم تسليم القيادة لممثلى الشعب، وللاسف كان يرى المجلس القيادى الاعلى انه صاحب السلطة العليا وان القيادة العامه ينحصر مهما فى الداخل وقيادة الجيش فقط، وبالمثل كانت ترى القيادة العامه التى تمخضت من مؤتمر ادوبحا انها مكلفة من جيش التحرير وكذلك نالت مباركة الشعب الارتري عبر الوفود التى مثلته من الداخل والخارج اى وفد السودان، وإحتدم الصراع بين الطرفين القيادة العامة والمجلس القيادى الاعلى. مما إنعكست هذه المشكلة فى زيارة وفد القياد العامة الى الخارج بقيادة الشهيد محمد احمد عبده وتسفاى تخلى فى كل من العراق وسوريا.

* المشكلة الثانيه: التى عانت منها الجبهة كانت فى الفوضى وعدم إنقياد بالقرارات، وذكر الاستاذ المناضل ابراهيم محمود قدم انا لا استطيع بصورة جازمة اتحدث عن الوضع لانى لم اكون جزء من القيادة العامة ولكن سوف اسرد ماكان يتردد فى تلك الفترة، كان هناك خلاف فى القيادة العامه وكانت المشكلة ثلاثه اخوة رفضوا الانصياع والانضباط لقرارالقيادة العامه وهم عامر شهابي وحسين عامر كيكيا و شنيدى وبناء على ذلك تم إعتقالهم. واليوم ياتى من يتسأل لماذا لم يتم احتوء المشكلة سياسيا؟؟ بالتاكيد كانت هناك مساعى من اجل احتوائها وفى الاخر الكل إنصاع للائحه العسكريه وتمت محاكمتهم وفقا لذلك.

تكوين القيادة العامه: بعد الوحدة الثلاثيه بين المنطقة الرابعه والخامسة والثالثه المشاركة كانت بنسبة واحدة فى القيادة العامه من هذه الاطراف الثلاث، بينما المنطقة الاولى والثانيه كانت تشارك كل منطقة بنسبه لوحدها، وكان التمثيل كالاتى:

ثمنية عشر من الوحدة الثلاثيه وعشرة من المنطقة الاولى وايضا عشرة من المنطقة الثانيه، ويعود هذا التقسيم بناءاً على حسب تعداد الجيش وبما ان المنطقة الاولى والثانيه كان بها عدد كبير من الجيش نالت اكبر نسبة فى التمثيل. بعد الخلاف الذى طرأ فى القيادة العامه وتم اعتقال الاخوة الثلاثة الذى ينتسبون بالتحديد الى اقليم سمهر وهذه كانت انتكاسه للقيادة العامه وانصرفت لمعالجة هذه المشكلة وكلفت لجنة لتقصي الحقائق. واثر هذا الاعتقال توسعت المشكلة مما زاد الوضع سوء.

وبينما الجبهة تمر بهذه الظروف كان الدكتاتور اسياس افورقى عضو قيادة عامة فى المكتب السياسي فى تلك المنطقة وكان له مهام معين، وبعد ظهور ود جورج إتضح ان اسياس كان له اتصال بي (كانيو استشن). وفى بخصوص المشكلة السابقة التى اشرت اليها تم تكليف كلا من اسياس افورقى عن منطقة مجلل والشهيد محمد اسماعيل عبده وكان من المتفرقين والمناضل صالح محمد فكاك وتحركوا الى اكلى قوازى وبالفعل وصلوا الى تلك المنطقة ومن تلك اللحظة لم يعود اسياس افورقى الى الجبهة ومن ثم قام بتاسيس مجموعة (سلفى ناسنت) اى حزب الحريه وجلس فى علا وخرج بـ (نحن علامانا) وكان يري ان جبهة التحرير الارتري تتعامل مع ابناء المرتفعات المسيحيين بطريقة سيئة ولم تنم عن المسؤليه.

بعد الاعتقال الذى تم للاخوة عامر شهابي ومن معه جرت تحركات داخليه وخارجيه من اجل كسر قرارات الامانة العامه وعلى راس هذه المجموعه كان من المجلس الأعلى الشهيد عثمان صالح سبي والمناضل محمد على عمرو مسؤل المنطقة الرابعه سابقا والمناضل رمضان محمد نور المسؤل السياسي بالمنطقة وهو حاليا موجود داخل ارتريا.

وكان التحرك على مسارين: داخليا بقيادة محمد على عمروا ورمضان محمد نور وخارجيا بقيادة عثمان صالح سبي ومن اجل هذا الغرض اقيم مؤتمر عمان وتمت الدعوة فيه لرؤساء المكاتب الخارجيه، وبما ان رئيس الخارجيه عثمان سبي كانت تخضع هذه المكاتب تحت سيطرته.

وبذلك كان هناك رأسين للثورة:-

* القيادة العامة بقيادة الشهيد المناضل محمد احمد عبده.

* قوات تحرير شعبيه التى قدمت من عمان بقيادة الشهيد عثمان صالح سبي.

بينما هناك مجموعة اسياس افورقى (سلفى ناسنت) تتواجد فى منطقة عيلا وكذلك داخل الجبهة كانت مجموعه اخرى تسمى عوبل بقيادة المناضل ادم صالح والمجموعه التى تتبعه. بمعنى ذلك كانت هناك مجموعة تتبع القيادة العامه وهناك ثلاثة مجموعات اخرى خارج القيادة العامه وهى قوات تحرير شعبيه ومجموعة عوبل ومجموعة (سلفى ناسنت).

وبعد اجتماع عمان وبيروت ورورحباب فى منطقة اسمها (ام بحره) تم التنسيق بين كل هذه المجموعات، ومن ثم تحملت المسؤليه القيادة التى تم تكليفها بمؤتمر ادوبحا للوصول الى المؤتمر الاول وتم تشكيل لجنة تحضيريه، ومن ثم عقد مؤتمر عواتى من اجل الترتيب لهذا المؤتمر وكان مابين شهرى فبراير ومارس من العام 1972 فى منطقة (كورديبا) التى كانت منطقة هيئة تدريب، وبدأ المؤتمر فى منطقة (كر) وبعد ان تواردت الانباء بتحرك العدو الاثيوبي من مدينة اغردات مرورا بكركبت صوبنا قطعنا المؤتمر وانتقلنا الى منطقة اخرى واكلمنا اعمال المؤتمر فى منطقة (ديبا)، وهذه المنطقة بها معسكر هئية تدريب لذلك اطلق على المؤتمر بمؤتمر عواتى لان هئية التدريب كانت بمعسكر عواتى.

اذا مد الله فى الاعمار سوف نكمل ما تبقى من شهادة المناضل ابراهيم محمود قدم

فريق المنبر الارتري للحوار الحر

Top
X

Right Click

No Right Click