لقاء مع الإعلامية الأرترية هناء الزين ياسين

حاورها الأستاذ: أحمد محمود علي - ملبورن المصدر: يارنايل

هناء الزين ياسين معدة برامج ومذيعة في البرنامج العربي للإذاعة الأسترالية الـ SBS أضفت علي البرنامج بعداً أفريقياُ بإمتياز،

هناء الزين ياسين

حيث استمعنا اليها خلال السنوات القليلة الماضية تحاور العديد من أفراد الجالية الأرترية وجاليات القرن الأفريقي الأخري وتقدم تغطية لمواضيع وأنشطة تقوم بها هذه الجاليات، وهي لم تخف هنا سر إهتمامها بالجالية الأرترية تحديداً.

أسئلة هذه المقابلة كنت طرحتها عليها في لقاء اذاعي عبر (صوت أرتريا) الأسبوعية منشورة الآن في زاوية لقاء ساخن بموقع (عونا) وقد رأيت ضرورة نشره تحريرياً أيضاً ليس لأن هناء ياسين موهبة وقدرة إعلامية نفتخر بها وحسب ولكن لأن اجاباتها أنطوت علي إضاءات تدعونا للتوقف حولها خاصة فيما يتعلق بإسماع صوتنا للإعلام الأسترالي.

من هي هناء ياسين ؟

أنا ارترية الأصل و الهوى، عربية الثقافة، إسلامية المضمون.

حدثينا عن بدايات حياتك المهنية في الإعلام ؟ ولماذا أخترت هذا التخصص ؟

تخرجت من كلية الإعلام من جامعة UNISA في مدينة ادلايد عاصمة ولاية جنوب استراليا. حبي للصحافة بدأ منذ الطفولة و بتنمية و تشجيع من الوالد الذي علمني قوة الكلمة في التعبير عن الإنسان. و كنت دائما اسمع حديثه عن مدى جهل العالم بعدالة القضية الارترية، فتيقنت منذ الصغر أن الحق يحتاج إلى صوت، و أن الإعلام هو هذا الصوت.

ماهي صفات المذيعة الناجحة ؟

ليس للنجاح وصفة ثابتة، و لكنني أرى أن الإنسان لا يستطيع أن يفلح إذا لم يحب ما يفعله، القدرة على الابتكار و التجدد ضرورة، و بدون حاسة سادسة لاستشعار الحدث لا يستطيع الصحفي أن يجد طريقه.

لماذا قبلوك في الـ SBS برأيك ؟ هل لكفاءاتك الشخصية ؟ أم لأنهم كانوا بحاجة الي مذيعة عربية ـ أفريقية ؟

انضممت إلى إذاعة الSBS لأنني استطيع تقديم مضمون إعلامي استرالي برؤية عربية افريقية.

تخصصت في البرامج الإجتماعية لماذا ؟ هل ذلك اختيارك أم سياسة الإذاعة ؟

ليس تخصص بمعنى الكلمة، فأنا أقوم بتغطية قضايا مختلفة بين حين و آخر. و لكني استمتع بتغطية القضايا الاجتماعية لأنها تعكس صورة المجتمع و تحولاته.

معروف عنك اهتمامك بنقل أخبار وأنشطة الجاليات الأفريقية والأرترية علي وجه الخصوص هل لأنك من خلفية أرترية أم لدي أفراد الجالية شيئ يستحق تقديمه ؟

الجالية الارترية جالية نشطة و دائما لديها الجديد، و هي أيضا حافلة بالتنوع الذي يستدعي التغطية الإذاعية. وكوني ارترية الأصل أضاف بعدا جديدا و رغبة شخصية في التعرف على أحداث هذه الجالية.

أجريت العديد من المقابلات مع الأرتريين كيف وجدتيهم، متفوهون، يوصلون المعلومة والفكرة بشكل جيد ؟

ـ أكثر ما يعجبني في التحاور مع الارتريين أنهم ليسوا أدعياء معرفة. كما أنهم لا يهابوا الميكرفون و لا يترددوا عن قول ما يؤمنوا به.

والدك الزين ياسين مناضل معروف ومفكر ثوري ماهي إنطباعاتك عنه ؟ وماذا ترك لكم ؟ وهل لديه كتابات تحتاج للنشر ؟

شهادتي في والدي ستكون مجروحة لأنني رأيته بعين الابنة التي لا ترى عيبا في والدها. كان دائما يدفعنا للتفوق والتميز ولكن بيدين حانيتين. كنا ندخل في مناقشات فكرية حرة أثرت عقلي و شكلت وجداني و صنعت مني هناء اليوم. و آمل أن استطيع ذات يوم أن اجمع كتاباته و أقدمها بالشكل الذي يليق باسمه و ارثه الإنساني.

عملت متطوعة في اذاعة المرأة الأرترية التي تحولت الآن الي اذاعة "صوت أرتريا" في 3CR هل حدثتينا عن بديات هذه الإذاعة ؟

كانت هذه التجربة ممتعة للغاية، أتاحت لي الفرصة لأن أطبق ما درسته.

الأخبار الأسترالية قليلة في القسم العربي من SBS هل هذا صحيح ؟ ولماذا ؟

مدة النشرة الإخبارية لدينا هي ربع ساعة فقط في برنامج مدته ساعة. (ساعتين في اليوم) و هذا الأمر يقيد بعض الشئ لأنك لا تستطيع أن تضع كل شئ. و للأسف فان العالم العربي ملئ بالأخبار الساخنة التي تتصدر الأنباء في المحطات العالمية فمن باب أولى أن نفسح لها نحن المجال أكثر. هذا لا يعني أن أخبار استرالية غير مهمة، بل أنها تتصدر النشرة في أحيان كثيرة مثل حرائق فيكتوريا، وصول قوارب المهاجرين، فيضانات كوينزلاند وهكذا.

بالرغم من وجود أعداد كبيرة من الجاليات الأفريقية تتحدث اللغة العربية وربما تستمع الي الإذاعة إلا أن الأخبار الأفريقية والإهتمام بشئون هذه القارة مازال ضئيلا في الـ SBS هل توافقين علي ذلك ؟

الأخبار الأفريقية لها برنامج خاص بها هو البرنامج الأفريقي، أما نحن في البرنامج العربي فنهتم بالدرجة الأولى بالدول الداخلة في المنظومة السياسية لجامعة الدول العربية.

كيف نميز بين الخبر والحدث العادي؟ أنتم في الـ SBS ماهو المعيار الذي تعتمدونه حين تكتبون أو تذيعون الخبر ؟

ـ هذا يتوقف على المتلقي، فمقتل مائة عراقي في انفجار هو خبر هام عند المهتمين بشأن ذلك البلد، لكنه حدث عادي عند غيرهم. لذلك من المهم أن تعرف جمهورك و اهتماماته. و لكن بشكل عام، فان أهمية الخبر تعادل حجم تأثيره على الناس، فالانتخابات الأمريكية خبر أهم من الانتخابات في جزر القمر.

كيف تجدين صورة المرأة المسلمة في الإعلام الأسترالي ؟

المرأة المسلمة في الإعلام الاسترالي إما إنسانة ضعيفة تستحق الشفقة و إما كائن غريب يختبئ وراء أحجبة فيصاغ حوله الأساطير.قلما ينظر لها على أنها إنسانة تملك ما يمكن أن يثري الحياة.

ماهو أهم برنامج قدمتيه في حياتك ؟

اعتز بكل ما قدمته للان خاصة اللقاءات التي أجريتها في أزمة غزة الأخيرة. كما أنني كنت أول من أجرى حوارا مع رئيس المحاكم الإسلامية عند دخولها الصومال. و كان هذا بالفعل سبق لي و للبرنامج اعتز به.

من تعجيك من المذيعات في الـ SBS وهل تنتابك غيرة من أحدهن ؟

كل الزميلات لديهن طابع خاص و أنا أتعلم منهن الجديد كل يوم، و الغيرة المهنية مطلوبة حتى يتطلع الإنسان للأفضل دائما.

للجالية الأرترية في ملبورن عدة أنشطة وبرامج تستحق الإهتمام.. علي المستوي الشخصي لم نراك في المشاركات الأرترية لماذا ؟

هذه إحدى مساوئ العمل الإعلامي، فالوقت ليس بيدك بل عليك الالتزام دوما بمواعيد عمل مزعجة كالعمل في العطل الرسمية و بعد منتصف الليل و غيره. لكني أسعى للتواجد مع الجالية خاصة إذا علمت بالحدث قبل انعقاده بفترة كافية.

هل لك اهتمامات اعلامية أو إبداعية اخري كالكتابة الصحفية أو الأدبية مثلاً ؟

أركز في الوقت الحالي في العمل الإذاعي لأبني وجودي في هذا المجال.

ماذا قدمت لك مهنة الإعلام ؟

قدمت لي الكثير، التواصل مع الناس و القدرة على التعبير عن أحوالهم. قدمت لي فرصة للإطلالة على قصص إنسانية تهز أي أفكار مسبقة حملتها عن الكائن البشري. تقدم لي يوميا المفاجأة والجديد الذي لا يجعل للملل موضعا في حياتي.

هل يوجد شيئ يخيفك في عملك الإعلامي ؟

لا، حتى هذه اللحظة.

ربما لن تكون SBS المحطة الأخيرة، إذن ماذا لو سألناك عن طموحاتك المستقبلية ؟

اطمح في أن أصل بصوتي إلى اكبر عدد ممكن من الناس و أن أساهم بشكل أقوى في تشكيل الرأي العام.

هل لديك الحرية المطلقة والرأي الأخير في إعداد برامجك ونشرة أخبارك أم هناك تدخل من مسئولين أعلي في إذاعة الـ SBS ؟

نعم لدي الحرية في إطار قيم الـ SBS و ميثاقها المهني المتفق عليه مثل الموضوعية و الحيادية و إتاحة الفرصة أمام جميع الأطراف لعرض وجهات نظرهم. هناك أيضا قواعد قانونية يجب الالتزام بها كعدم التشهير أو القذف.

لدي الأرتريين مواقع علي الإنترنيت تتخذ من ملبورن مقراً لها وكذلك توجد أذاعة ناطقة باسم الجالية الأرترية، لو طلبنا منك بحكم دراستك وخبرتك الإعلامية مساعدة هذه الجهات، مذا يمكنك أن تقدمي ؟

سأكون سعيدة لتقديم خبرتي لمساعدة الجميع على تحسين سبل تواصلهم مع جمهورهم و تقديم أفكار عملية تطور الممارسات الإعلامية لهذه الجهات.

يقال أن المذيعات في الراديو يتعرضن لضغوطات أقل من اللواتي يعملن في التلفزيون، فهن علي الأقل لن يحتجن للإهتمام أكثر بمظهرهن علي سبيل المثال، كيف ترين الفرق بين المذيعة في الراديو والمذيعة في التفزيون ؟ وهل تجدين في نفسك الثقة والكفاءة للعمل في التلفزيون الأسترالي لو طلب منك ذلك ؟

الفرق بين المذيعة في الراديو والمذيعة في التلفزيون هو يقوم على الفرق بين الوسيلتين نفسهما. الراديو يعتمد على الصوت و الإلقاء المتميز و الصياغة اللغوية التي ستبقي المستمع مرتبطا بهذه الإذاعة أو تلك. أما اعتماد التلفاز على الصورة فيفرض بالطبع احتياجات أخرى. لكن العمل الإعلامي في جوهره واحد و الانتقال من وسيلة لأخرى ممكن إذا وجدت الرغبة.

لو أردنا إسماع أخبار جاليتنا أو بلدنا الأصلي أرتريا للمجتمع الأسترالي، بماذا تنصحيننا للوصول الي وسائل الإعلام الأسترالية بما في ذلك الـ SBS بالطبع ؟

يجب أن يكون لدينا حس المبادرة، فكثرة الأحداث تعني أن على كل جهة تريد الوصول للإعلام أن تملك الرغبة و الجرأة في طرق أبوابه. و هذا الأمر يحتاج إلى أمور عدة من بينها وحدة الصوت و اتضاح أهدافه و تحدثه بلس يفهمه الإعلام. على سبيل المثال، إبراز الجانب الإنساني من القصة قد يكون أقوى أحيانا من الحديث عن مواقف سياسية قد يختلف عليها الناس أكثر مما يتفقون.

بحكم إجادتك للغة الإنكليزية ومتابعتك لوسائل الإعلام الأسترالية، برأيك أي من الصحف أو التفزيون أو الراديو ينقل أخبار أفريقيا والشرق الأوسط بموضوعية وحيادية معقولة ؟

من غير تعصب لاذاعتي، فان للـ SBS برامج انجليزية قوية مثل WorldView هناك ايضا BBC وABC

أين بقية أفراد أسرة الشهيد/ الزين ياسين ؟ وماذا يعملون ؟

أسرة الزين ياسين مستقرة هنا في ملبورن، و تخرج جميع ابنائه من جامعات استراليا و يعملون في مجالاتهم هنا.

Top
X

Right Click

No Right Click