القيادي المناضل إبراهيم محمود منتاي في حوار مع زينا - الحلقة الثالثة

حاوره الإعلامي الأستاذ: باسم القروي  المصدر: وكالة زاجل الارترية - زينا

• المنطقة برمتها مقبلة على صراعات تذهب بأمنها واستقرارها ولست متفائلا بالتطبيع بين النظامين.

لا بد من إيقاف الزحف الاستيطاني بعمليات عسكرية رادعة يقوم بها مواطنون دفاعًا عن أرضهم

سألته هل صحيح أن هدف المسيحيين بكل أشكالهم وطوائفهم هو وحدة إثيوبيا المسيحية مع أرتريا والخلافات الشخصية تعصف بهم؟

بدأت الحلقة الثالثة بالمواصلة على إفادات المناضل إبراهيم منتاي بخصوص ملابسات وفاة القائد محمد سعيد ناود وقد أكد أن ناود قتل بالأسلوب الصهيوني الذي يرتكب الجريمة دون أن يترك أثرًا للإدانة. قلت له:

هل قلت في حفل التأبين أن ناود قتل شهيداً ؟

لا، أنا قلت في التأبين الذي أقيم في جدة: شهيد لكن في حديث آخر صرحت بقتله عندما ضغطوا علي لائمين وكأنهم قرأوا ما في قلبي من شكوك نحوهم وقرءوا دلالة اطلاقي عليه وصف و مصطلح (شهيد).

هل تابعت ظروف وفاة ناود من قريب:

كنت خارج الوطن وقد اتصل علي من الكويت يستشيرنا فقال: إن الجمعية التي قدمت له الدعوة هيأت له إقامة في فندق خمس نجوم لأني ضيفهم والنظام عبر سفيره في الكويت عنده تعليمات من أسياس يعرض إليه إقامة في مقر السفير حتى يكون تحت عيونه المراقبة وقال له أسياس: سكن معك ناود في البيت فخاطب مندوب السفارة الجمعية الداعية يطلب منها ذهاب الضيف محمد سعيد ناود إلى رعاية السفارة بحجة أنه مريض محتاج إلى طعام وعناية خاصة له أكلات معينة نحن نعرفها، الكلام في ظاهره كان مقنعاً، ولهذا استجابت له الجمعية الداعية، فمشى محمد سعيد مع السفارة وترك الفندق الفخم خمسة نجوم حسب إفادة ناود لي هاتفيا ولاحظت أنه يتحدث معي بتحفظ على خلاف عادته، وعندما يكون بعيدًا من أعين السفارة ينشرح لي فقال: انا ساكن مع السفير، فقلت له: كيف يصير، كيف تتخلى عن فندق خمسة نجوم والرعاية الخاصة وترجع إلى السفارة، وعاتبته: أنت جئت بدعوة السفير أو دعوة الجمعية ؟

فقال لي: السفير جاء وعرض الموضوع على الجمعية فاستجابت الجمعية واستجبت لخاطرهم.

وظللت على تواصل معه هاتفيا يوما بعد يوم فأجده بصحة جيدة واضح الصوت، نشيط معافى، قام بأنشطته الثقافية بكامل قدرته وعافيته ثم أخبرني أنه راجع البلد، راجع إلى أسمرا. فقلت له: أتصل عليك عندما تصل البلد هناك. كلمت يسن عقدة، وهو من مؤسسي حركة تحرير أرتريا - الله يرحمه، وهو رفيق درب لمحمد سعيد أخبرته أن محمد سعيد ناود رجع إلى أسمرا وأكمل الندوات والمناشط الثقافية في الكويت.. ومضت الأمور على خير

وفجأة بعد وصول ناود أرتريا اتصل بي يس عقدة في اليوم التالي فقال: السكر مرتفع عند ناود وقال: إبراهيم، الحق صاحبك.

قلت: ماذا جرى، من صاحبي ؟، قال: محمد سعيد ناود. ما به ارتفع عليه السكر.

سكر !! اتصلت مباشرة فاستقبلتني عزة بنته، سلمت عليها وسألت عن صاحبي وعزة تعرفني كنت أنزل عندهم في البيت، طلبت منها أباها فحولت الهاتف إليه:

محمد سعيد أيش حصل لك ؟ وجدته لا يقوى على كلمة يقول: بصوت متقطع لاهث، الحمد لله أبو خليل ويرددها لا يقول شيئاً سوى: (الحمد لله… أبو خليل !!!) وهي عبارة كنت أفهمها بصعوبة.

كيف أصدق أن محمد سعيد ناود يروح ينفذ مناشط ثقافية ثم يموت فجأة بارتفاع سكري ولنا تجارب كثيرة مع السكر. محمد سعيد ناود مات مقتولا ً 200×100 ما فيها كلام وهذه الشكوك لا تزول إلا بتحقيق محايد تقوم به جهة خارجية والجبهة الشعبية لا تسمح بإجراء تحقيق على ضحاياها لأنها تعرف ماذا صنعت بهم فلا تترك في الجريمة خيوط إدانة.

أبناء المسلمين من الرعيل الأول كنتم الشمعة التي احترقت لإضاءة الاخرين، وكنتم أول من غرس شجرة النضال، ما العوامل التي جعلت اسياس افورقي يجني ثمار عرقكم ؟

القيادات الإسلامية ما استفادت من التجربة، لنا تراث من التجارب، لسنا بحاجة إلى تجارب الآخرين، فتجربتنا غنية كريمة، زمان كنا ثلاثة تنظيمات، النهار دا 13 أو 14 تنظيماً زي البكتيريا، تشبع فتنقسم على نفسها فتتشعب، خطأ عملناه اليوم نكرره غدًا ألست هذه مأساة. زمان عندما كنا صغاراً كان يقال لنا: التكرار يعلم الحمار لكن مع الأسف ما وصلنا مستوى الحمير ما استفدنا من تجاربنا وبالتالي استغل ذلك أسياس فقلب علينا الصخرة.

قالوا لنا مريض واقترب أجله ؟

لا، لا. هو يموت ما مخلد، ولا سرمدي، لكن الأرتريون يتمنون موته ليقوم الموت مقامهم في إزاحته، وهو نفسه يصدر إشاعات ليرى موقف الناس منها،وردود الفعل، هذه أساليب معروفة. وسياس في النهاية سيمشي لكن الأهم بعد سياس ماذا نكون المفروض الناس تفكر في هذا وسياس بالأسلوب هذا تحرك وهو لازم يؤدي دوره للنهاية من قصره إلى قبره؛ لا يزهج، ولا يشيخ، حركته عادية ونشاطه بين، وسياس لوحده والدولة مختزلها في شخصه ليس لديه وزارة ولا حاجة.

كلمة عن رمضان محمد نور:

رمضان شخصية ضعيفة لكن لم أكن أظنه لهذه الدرجة رمضان محمد نور حجي فرج من حرقيقو في اجتماع تونس القضايا الأساسية، كان أسياس يحسمها، ورمضان عندما يتكلم سياس يفتح له خط بعدين يمشي هو، وحركة رمضان عادية بعد مؤتمر التحرير وصحته وأداؤه عادي، وصفاء عقله وذهنه عادي، لم يكن عاجزا.. ومع ذلك قالوا له: مهمتك انتهت.وقال: أنا خلاص كبرت.. وأغلق الستار على صفحاته وخلا الجو لسياس يفعل ما شاء بالوطن والمواطن والبر والبحر.

ألا ترى أن رمضان محمد نور ذكي، عندما وجد نفسه محاطاً بأنصار أسياس ومغلوباً حافظ على حياته الشخصية من الاغتيال والاعتقال ليعيش بقية عمره هانئا سعيداً فهو الآن ملقب بـــــ ”أبوي ثورة“ بخلاف أصحابه المغتالين أو المعتقلين المغيبين ؟

ج كان مقتنعاً بدور ورقة التوت فهو غطاء لأسياس أفورقي لا يقاوم، ولم يُبْدِ استياءً حول جرائم الجبهة الشعبية وجرائم أسياس بل استسلم وطاوع.

هل صحيح أن هدف المسيحيين بكل أشكالهم وطوائفهم هو وحدة إثيوبيا المسيحية مع أرتريا والخلافات الشخصية تعصف بهم ؟

دكتور أماري كان رئيس تحرير مجلة (حديش ألم) الناطقة بالإنجليزية وهي مجلة إثيوبية وهو خريج من إثيوبيا وعاش فيها ويتكلم التجرينية كتب مقالاً طويلاً قال فيه: إن أرتريا جزء لا يتجزأ من إثيوبيا ولا يمكن أن تنفصل وهو واقف ضد الإسلام بوضوح.

المسيحيون كانوا شغالين من البداية لمشروعهم حتى (أمان عندوم 21 يونيو 1924 - 23 نوفمبر 1974) مسك المجلس العسكري في إثيوبيا وهو ارتري وأخوه كان سفيراً في القاهرة. كان مسيحياً ومع ذلك قتلوه لأنه ربما يقف ضد التوجه المسيحي الذي يضم أرتريا مع إثيوبيا ربما ربما..

و أبو القاسم حاج حمد يقول ديل قومية تجراي أو تجرينيه هذا مشروع مسيحي وقد طوروه في أديس أبابا وسموه (تقراي الكبرى) ويقول: التقراي مهددون من الأرومو ومن الأمحرا، والمسيحيون مهددون من المسلمين وحصل بينهم صلح استراتيجي قومياً على أساس أنهم يحكمون اثيوبيا وأرتريا. وهيرمان كوهين اليهودي الأمريكي وضع خطوطاً عريضة لملس وسياس. وكوهين هذا لا يهمه من يحكم منهما والتفاصيل الصغيرة تركها للزمن فعصفت بالمخطط.

فسياس يظن أنه هو من المسيحيين الذين يعتبرون أنفسهم يهود أفريقيا مختارين كدا و يسمي جماعة تقراي بــــ عقامي ومعناها: (متخلفين) وبالتالي طموح سياس كان الحكم لارتريا وإثيوبيا ويفتكر أنه هو يستفيد الخزانة البشرية في إثيوبيا لكثرة عدد سكانها، ومن ناحية أخرى يحيي حضارة أكسوم وهذا الرأي يتفق مع الخطوط العريضة التى وضعها كوهين فإنها ليست استقلال كامل لأرتريا بل كانت استقلال بدون محتوى ولا مضمون..

والخلافات الشخصية عصفت بهذا المخطط إذ شعر أسياس أن ملس زيناوي منتبه له ولن يتركه يمضي في مشروع السيطرة على إثيوبيا ولا بناء تقراي الكبرى دون ملس زيناوي الذي يشعر بنشوة الانتصار والنضال وييحمل طموحا كطموح أسياس تماماً هذا هو سبب الحرب بينهما لا بادمي ولا غيرها من المعالم الحدودية القاحلة. لا تمتلك ما يغري من مخزون من خيرات ليخوض ا لطرفان على بابه سنوات من الصراع والقطيعة وإتلاف الأرواح الضخمة.

كان البلد موحدًا بعد التحرير وكانت إثيوبيا تستفيد من أرض أرتريا بحرها ويابسها وجوها دون تضييق ومع ذلك اشتد الخلاف بين الطرفين ملس وأفورقي الأمر الذي أوضح لأسياس أن طموحه الكبير تقف أمامه عقبة يمثلها شريكه في النضال والحكم ملس زناوي ففضل أن يستغني عن إثيوبيا فعجل بطباعة عملته ” نقفه ” وبدأت الحرب..

وخلال حوار السلام الذي كان يرعاه الأمريكان بين البلدين من أجل تهدئة الأوضاع قال مسؤول الأمن القومي الأمريكي رواية عن ملس زناوي:

إن إثيوبيا تتكون من 60 مليون نسمة وأرتريا 3 ملايين فقط فكيف لا يكون لنا منفذ في البحر.

فقال له المسؤول الأمريكي:

هذه مشكلتكم، لماذا لم تحسموها قبل الاستقلال، الآن الطريق إلى ذلك صعب لأن أرتريا أخذت استقلالها بكل أجزائها من بر وبحر وجو فلا يحق لأن منظمة أو دولة إعادة تقسيم البحر من جديد فحق أرتريا في حماية حدودها تجد من يؤيدها ويحمي شرعيتها من المجتمع الدولي ومنظماته المختصة لأنها عضو فيه أصيل.

وبهذا اتجهت الأمور إلى استقلال كامل لأرتريا على غير الرغبة الإثيوبية والأمريكية.

ومع ذلك ظل سياس وفيا للمسيحيين على حساب المسلمين الأرتريين وظل وفيا لخدمة المصالح الأمريكية واليهودية فهو يعمل من خلال دراسة وفهم وتخطيط ففي أرتريا أعاد تخطيط الخريطة القديمة لتجد الأٌقاليم الجنوبية الحبيسة حدودًا في البحر الأحمر وذلك عندما قسم الوطن إلى ستة أقاليم وهي صيغة جديدة توفر لمناطق المسيحيين في الهضبة نصيباً في البحر ونصيباً في الأراضي الزراعية الخاصة بالمسلمين في السهول الغربية والشرقية مع الاحتفاظ بأرضهم الأصلية في المرتفعات وقد جعل أراضي المسلمين ملكا للدولة فأعاد توزيعها على غير ملاكها الأصليين بخلاف أراضي المسيحيين فإنها باقية على ملكية أصحابها. وظل يمنع عودة اللاجئين حتى لا يزاحمونه في برنامجه وخططه الساعية إلى تمكين المسيحيين وكان يعمل ذلك في السابق سرا والآن يجاهر بهذا علنا حتى في وسائل إعلامه ينشر أخبار ترحيل مسيحيين لتوطينهم في أراضي المسلمين ولا يحدث العكس. والتطبيع الأخير بين النظامين في إثيوبيا وأرتريا يعزز المشروع وهو كان الأصل الذي يجمع نضالهم التاريخي ومستقبلهم وإن عصفت به خلافات شخصية بين ملس زيناوي وأسياس أفورقي.

العداء بين اثيوبيا وارتريا تاريخي استمر نصف قرن قبل التحرير وقريب من ثلاثين بعد التحرير ثم تأتي مرحلة التطبيع الحميم بصفة عاجلة غير منطقية في رأي كثير من المتابعين.ما الذي يجري هل يوجد ما يبرر الثقة بهذا السلام او ما يعزز المخاوف ؟

أولاً: في السياسة ليس هناك صداقة دائمة أو عداوة دائمة وسياس في الحرب الارترية الإثيوبية كان مهزوزاً قريب السقوط، فإثيوبيا وصلت مشارف أسمرا ودخلت حدود السودان واحتلوا مدينة (بارنتو) وهي موقع مهم فالذي يحتل (بارنتو) يحتل القرن الأفريقي كله عسكرياً حسب رأي الخبراء. والجيش الإثيوبي وصل إلى مشارف أسمرا وما كان يغلبهم يدخلونها لكن الدول الكبرى قالت: هذا خط أحمر. فوقف زحفه استجابة للضغط الخارجي و ليس عجزا ؟ لأن الجيش الإثيوبي وحده كان يزيد عن عدد سكان أرتريا كلها. وأمريكا دولة عظمى ومع ذلك يظل القرار بيد اللوبي اليهودي المالي والإعلامي الذي يحرك الحرب والسلام في العالم فهذا اللوبي هو أشعل الحرب بين الطرفين تاديبا لأسياس أفورقي وأوفقها حتى لا يسقط أفورقي قبل تهيئة البديل الحليف الوفي. ومشروع التطبيع الحالي بين البلدين هو نفسه مشروع مدروس ومخدوم من اللوبي اليهودي المذكور. ألا ترى أن الكونغرس الأمريكي متحمس لإسرائيل أكثر من الرئيس نفسه، ليش ؟ لأن أعضاء الكونغرس هم أنفسهم يختارهم اليهود ويقومون بالحملة الانتخابية لهم والإعلامية ألا ترى الرئيس الأمريكي كيف يتذلل لإسرائيل، يلبس قلنسوة يهود ويمارس طقوسهم عندما يزورهم وهو أمر مخالف لهم ديانة يتمسح في المعبد اليهودي وهو مسيحي.

فالقرار عند الأمريكان قرار مؤسسات يؤثر فيه اللوبي اليهودي الذي يملك المال والإعلام.

هو الذي يوقف الحرب ويشعلها ؟

نعم هذا اللوبي هو الذي أشعلها بين نظامي أرتريا وإثيوبيا وأطفأها عندما حققت هدفها والآن جاء التطبيع المدعوم يهوديا فهم يوقفون الحرب بين الدول ويشعلون حسب مصالحهم. وعلى سبيل المثال: إيران ليست دولة ممانعة وليست ضد إسرائيل ومع ذلك إعلامياً تظهر أنها معادية لليهود وحقيقة تخدمهم ولو صادقة في عدائها لليهود لما تركها الأمريكان، بل لحاصروها كما حاصروا صدام حسين عشر سنين ببرنامج نفط مقابل الغذاء، والجيش العراقي كان ترتيبه الخامس في العالم بتقييم المنظمات العالمية لكن خلال عشر سنين من حصار أصبحت أسلحته (خردة) بعدها انقضوا عليه وهو عاجز. والآن العراق ألف سنة ما تعود كما كانت في الصدارة. تعيش حالات تشرذم بين سنة وشيعة وأكراد وعرب.. وحروب مشتعلة وهذا مشروع إسرائيلي يهودي مخطط وليس عبثا يريدون تفتتيت المنطقة. وإيران مشروع إسرائيلي يهودي لأنها عدة الشغل وهي الآلة التي تنفذ بها إسرائيل مخططاتها، والإخوان المسلمون ليسوا عدة الشغل ولهذا يحاربونهم بخلاف إيران فهي عدة الشغل مرضي عنها. والسنة منقسمة إلى داعش وماعش.. كلهم أدوات لمشروع اليهود وتفتيت المسلمين.

نحن ندمر بعضنا والعرب يدمرون بعضهم.خدمة للآخرين وتستمر أدوار العرب المشبوهة الآن في أرتريا فهم أدوات لغيرهم.

ماذا تجد في التطبيع الإثيوبي الأرتري مما يعزز التفاؤل أو مما يقوي المخاوف ؟

والله هذا يحتاج إلى وقفة من المسلمين وإجراء مراجعات جادة، تعود بهم إلى دراسة تجربتهم،والصفحة الجديدة لا تبدأ بالكلام.

هل أنت متفائل بالتطبيع هذا ؟

لا، لا. فجأة نجد الصومالي يحتضن أسياس أفورقي الذي كان يدعم الفصائل الصومالية المعارضة مثل حركة الشباب وأمس اتفقوا ووقع رئيسا البلدين الصومال وأرتريا على اتفاق ذي النقاط الأربع ؟ نعم كأنهم لم يختلفوا من قبل.كأنه لم يحصل شيء، وقبل شهر كان الصومال عدوًا. هذا الذي يظهر الآن مسرحية لا حقيقة لها في الواقع فالنار تحت الرماد.

بس القوى الكبرى التي ذكرت لك هي التي تحرك الجميع نحو مقاصدها. ولهذا الآن مصلحة في مثل هذه المسرحيات.وهم يحركون الأدوات المحلية المتمثلة في الأنظمة الوطنية فهي مثل الممثلين يقومون بأدوار غيرهم مثل عادل إمام وإسماعيل يس ولا يعرف أحد من المخرج والكاتب لأنهم يعملون خلف الكواليس وزمان قبل الأفلام الكرتونية والالكترونية كان في مصر مسرح العرائس، وهي عبارة عن دمى متحركة أمام المشاهد بفعل خيوط مخفية تحركها والناس لا يرون ما خلف الكواليس فحكام المنطقة الآن عرائيس تتحرك بفعل الآخرين الفاعلين إيران أداة، لها دور تقوم به، وغيرها من دول المنطقة مثلها لا علاقة لهم بالقضايا الوطنية الحقيقية والنظام الأرتري حسب سياسة اللوبي اليهودي مرة يقف مع إيران والآن يقف مع دول الخليج ومع مصلحة الضاغط يتحرك المضغوط.

ومعنى ذلك ان المنطقة مقبلة على عدم الاستقرار ؟

نعم وأقول لك بصريح العبارة، أن واحدًا من سفراء أسياس قال: نحن المسلمين ضحية.

عدائنا لإسرائيل.وهذا صحيح.نحن كنا أعداء لإسرائيل، وهي عندها مشروع وأنا مبسوط منها لأن لها هدفاً ومشروعاً، صح أو خطأ هذا شيء آخر.بخلاف المسلمين فإنه لا مشروع لهم يوحدهم ويضحون من أجله. إيران عندها مشروع، العالم العربي لا مشروع له وإنما هم أدوات. تتأجر وبأموالها.وإيران أداة لكنها أداة تأخذ مقابل عملها بخلاف العرب فإنهم أدوات رخيصة تخدم دون مقابل.يدفعون أموالا ليكونوا خدماً لغيرهم.

المحادثات التي تمت بين أرتريا وإثيوبيا والإمارات والصومال هل فيها مكسب لأرتريا في رأيك ؟

نعم خرج النظام الأرتري من عزلة كان فيها دولية وإقليمية ووجد النظام الأرتري متنفساً طلع من عزلته وهذا مكسب كبير له. ولا مكسب فيها للشعب الأرتري.

ما وزن وقيمة هذا المكسب إذا قارنته بكراهية الشعب الأرتري للنظام ؟

النظام الأرتري لا يريد الشعب الأرتري لا يبالي بالشعب وهو يعرف أن الشعب الأرتري يعاديه ومع ذلك فارض نفسه عليه بالقوة والقبضة الحديدية ومتمكن.

لكن هل تستمر سياسة الضرب الدائم على الرأس ؟

الاستمرار صعب والدوام لله لكن لا توجد الآن مهددات له وتبقى الأسئلة متى يزول وكيف يزول ؟والمطلوب منا نحن ندرس كيف يمكن التغيير.

كل الفراعنة سقطوا ألا يسقط فرعون أرتريا ؟

لا يسقط فرعون دون فاعل ولا صنم يتهاوى دون فأس إبراهيم. ولمزيد من التوضيح والتأكيد أقول:

أنا شخصياً ألتقيت بالشباب وقلت لهم أعطيت دوري بغض النظر عن الصحيح والخطأ فيه والتاريخ يحاكمه، لكن علي واجب تجاه الجيل الذي يأتي بعدنا إننا ننقل لكم التجربة حتى لا تقعوا في الأخطاء التي وقعنا فيها. قدموا العمل ضد عدوهم قبل الكلام، لا تسقط الأنظمة بالأماني وإنما بالتضحيات فهذه هي سنن الحياة. نحن إن لم نصنع حدثا جاداً يؤثر في السياسة، بالكلام وحده لا يحدث تغيير.

يوجد مثل إنجليزي أكرره دائماً قرأته في الستينات في القاهرة يقول: واحد راكب حماره دخل في مزرعة واحد، صاحب المزرعة يشتم في الحمار وفي صاحبه، والراكب ماشي دون اكتراث، فقال له آخر: لماذا لا ترد على من يشتمك ؟ فقال: نزلني من الحمار؟، قال: لا. هل منع الحمار من أكل البرسيم ؟ قال: لا. إذًا الهدف محقق لأن شتائمه لا تعيق هدفي فأنا ماشي في طريقي دون معيق وحماري آكل من المزرعة دون زاجر.أسياس يفعل بنا مثل هذا. فهو لا يبالي بشتائمنا لأنها لا تعيق مشروعه المخطط المدعوم عالمياً ومحلياً.

مقترحات عملية تعجل بالتغيير ؟

أسياس أفورقي مثل الحسناء (إسيت قرم) تكشف عن ساقيها أمام الجمهور وعندما عيب عليها قالت: لو كان فيهم رجال لما فعلت فهي مطمئنة فإذا لا يوجد عمل لا يخافنا وعلى سبيل المثال إن تسكين وتوطين المسيحيين مشروع مخطط له مدروس تم ويتم تنفيذه بقوة وإتقان وارتياح فلو قمنا بشيء يخوف القادمين الجدد في أراضي المسلمين لما رضوا هم بالاستيلاء على أراضي غيرهم.

نحن لسنا ضد المسيحيين ولا نريد قتلهم لكن لا بد من فعل شيء يوقف اعتداؤهم، ويعيق المشروع الاستيطاني ليعلموا أنهم إخواننا وأحبابنا وجزء من الوطن وليسوا مستعمرين، لهم أراضيهم، وليس لهم الحق في السيطرة على أراضي المسلمين. واستغلال جبروت النظام الجائر للاستيلاء على حق غيرهم.

إن هذا المقترح يمكن أن يقوم به مواطن عادي تنتزع أرضه، ويمكن أن تقوم منظمات صغيرة مثل عقاب متخصصة، وإن هذا المقترح ليس المراد عمل عسكري ضخم لكنه سلوك في المواطن الغيور الشجاع الذي يلزمه أن يدافع عن حقوقه ويضحي. هذا النوع من النضال هو المناسب الآن ألا نستطيع فعل ذلك ؟ نحن هززنا عرش إثيوبيا وهززنا عرش منقستو، تاريخنا هذا هو كله بطولات وتضحيات.

تـابـعـونـا... فـي الـحـلـقـة الـقـادمـة

Top
X

Right Click

No Right Click