الفنان الهرم/ الأمين عبداللطيف في حوار خاص مع الإعلامي الأستاذ أبوبكر عبدالله صائغ - الجزء الثالث

حاوره الإعلامي الأستاذ: أبوبكر عبدالله صائغ - كاتب وصحفي ثقافي مهتم بالتأريخ

- أتمنى أن يصل حواري معك الى أصحاب الشأن ويصل اعتذاري لهم عبر هذه الجريدة.

- كل الأوصاف والكلمات التي قلتها فيها هي فعلا تعكس جمال تلك الفتاة.
- حقيقة إن فرقة اسمرا الفنية حين تكونت كنا نملك إلا كرسي واحد والات يملكها بعض الفانين.
- كنا نغطى منصرفات الفرقة من اشتراكات الأعضاء و تبرعات المهتمين بالشأن الثقافي.

ماذا كنت حقتول لهم لو التقيت بهم؟

كنت حاقول لهم هذا الكلام مجرد شعر فقط ولا علاقه لي معها، ولا أساس له على أرض الواقع والأغنيات التي كتبتها كانت مجرد خيالات فقط.، وبدأت أسأل نفسي هل الشعراء والفنانون الأخرون الذين كانوا يكتبون الشعر الغنائي والذين كان يرددون الأغنيات كانوا بنفس مستواي في المبالغة أم كانوا صادقين، وتسألت أيضاً هل إدريس ود أمير بالغ في الشعر، هل عجولاي الذى يقال عنه بأنه كان مجنون، هل سبب جنونه حب مبالغ فيه أم كان يكتب شعره من خيالات معينة، وأيضاً كماجنه هل كان يبالغ في شعره، وهكذا تساؤلات.

عموماً أتمنى أن يصل حواري معك الى أصحاب الشأن ويصل اعتذاري لهم عبر هذه الجريدة، وأقول أنا كنت برئ وأمهم كانت بريئة وكل الذي كان هو مجرد خيال شعري فقط، وأمهم كانت بالنسبة ملهمة فقط واليوم لا أتذكر شكلها لأنني لا أعرفها أصلاً بعد أغنية (خاتم حظي زابيكو) والغناء في الحفلات التي كانت تقام في الأحياء.

متى التحقت بفرقة اسمرا الفنية؟
بعد ان نالت أغنية (خاتم حظي زابيكو) الشهرة التحقت بفرقة أسمرا الفنية وكان ذلك في عام 1962م، وقدمت للجمهور عبر المسرح أغنية (خاتم حظي زابيكو) ثم توالت الأغنيات الجديدة التي كنت أتغنى بها حتى اليوم، وأتمنى في ختام رحلتي الفنية أن أغني أغنية أتوب فيها كل ما غنيت من أغنيات وأنا كاذباً في مشاعري وأتمنى أن يفهموني أصحاب الشأن.

حدثنا عن بدايات تكوني فرقة أسمرا الفنية؟ والاحوال التي كنتم تعانون منها؟

أولاً أنا التحقت بفرقة أسمرا الفنية عام 1962م، ووجدتها مؤسسة أصلاً وكان بها عدد 22 شاب معظمهم من المعلمين والفرقة تكونت على أطلال فرقتين سبقوها وهما فرقة (ماتدي) التي تأسست عام 1956م، وفرقة "ممهل" بين عامي 1958و1959م، أما فرقة اسمرا الفنية تأسست عام 1960م، من 18شاب أغلبهم معلمين واستأجروا منزل في شارع (أنسو ما تنسو) سابقا وحالياً شارع سقنيتي، وحين التقيت بهم كانوا قد سبقوني بعرضين وكان عدد من الفنانين الكبار على رأسهم أتو برهان سقيد وجابر محمود وتولدي ردا وتبري، وهلقا آسمروم وأخرون كثر.

والفرقة حين تكونت بدأت عملها بالآلات قديمة، وكل واحد أحضر الالة الموسيقية التي يملكها، وبدأت تخطو خطوات ملموسة نحو التطور وبدأنا نقدم عروضنا في سينما أوديون بدلاً عن سينما اسمرا، وشهرتها عمت كل أرجاء الوطن وتفاعلت الجماهير مع العروض التي كنا نقدمها لما كانت تقدمه من أعمال فنية راقية كانت تشكل ملاذاً لكل الإرتريين وخاصة بعد إلغاء النظام الفدرالي وإعلان ضم إرتريا لإثيوبيا، وصدور الناس كانت تغلى نتيجة لتلك الأفعال والممارسات، وفرقة اسمرا الفنية في تلك الظروف كانت تشكل جهاز إعلام يعكس مشاعر الناس العاديين من أبناء الشعب الإرتري، وعروض الفرقة كانت متنوعة ما بين الغناء والمسرح وكل عمل تقدمه الفرقة كان له مغزى معين تستوعبه الجماهير، كما تنوعت الأغنيات لتشمل أغنيات وطنية وعاطفية وأغنيات تعالج جوانب اجتماعية معينة.

حدثنا عن بدايات تكوني فرقة أسمرا الفنية؟ والاحوال التي كنتم تعانون منها؟

أولاً أنا التحقت بفرقة أسمرا الفنية عام 1962م، ووجدتها مؤسسة أصلاً وكان بها عدد 22 شاب معظمهم من المعلمين والفرقة تكونت على أطلال فرقتين سبقوها وهما فرقة (ماتدي) التي تأسست عام1956م، وفرقة "ممهل" بين عامي1958و1959م، أما فرقة اسمرا الفنية تأسست عام 1960م، من 18شاب أغلبهم معلمين واستأجروا منزل في شارع (أنسو ما تنسو) سابقا وحالياً شارع سقنيتي، وحين التقيت بهم كانوا قد سبقوني بعرضين وكان عدد من الفنانين الكبار على رأسهم أتو برهان سقيد وجابر محمود وتولدي رد وتبري، وهلقا آسمروم وأخرون كثر.

من أين كنتم تحصلون على الدعم المادي للفرقة؟

حقيقة إن فرقة اسمرا الفنية حين تكونت ما كنا نملك إلا كرسي واحد فقط، وبدأنا في جمع الأموال والتبرعات كانت (بالسناتيم) لشراء مستلزمات للبيت الذي استأجرناه، واشترينا كراسي طويلة تستقدم اليوم في المناسبات، وإجار البيت كان حوالي 25 براً، ونحن كمعلمين كنا ندفع اشتراك شهري بمبلغ 2 بر، وهكذا تأسست فرقة اسمرا بجهود أعضائها أولاً ثم بالتبرعات التي كنا نحصل عليها من المهتمين بالشأن الثقافي.

وكما قلت لك سلفاً الآلات الموسيقية التي تكونت بها فرقة اسمرا الفنية. تعود ملكيتها لأعضائها الذين أسسوا الفرقة وكان لنا عددها 2 كورديون و 2 جيتار هوائي وعادي، وطبلة كبيرة موديل قديم بالإضافة لكرار الفنان الكبير/ أتوبرهان سقيد وساكسفون صغير تعود ملكيته للأستاذ/ كحساي بيزابي، هذه هي الآلات التي بدأت بها فرقة اسمرا الفنية. وبهذه الآلات قدمت عروضها الثلاثة، وبعد ذلك انتقلت الفرقة إلى مقرها الحالي في شارع الحرية، وهذا المكان كان خالي ويستخدم عبارة كمخزن ومستودع، وقررنا الاستفادة منه ليكون مقراً للفرقة، وقدمنا دعوات لإقامة حفلة شاي لجمع التبرعات للفرقة، ووجهت الدعوة لكل أصحاب المحلات التجارية والمقاهي لحضور الحفل والغرض من ذلك كان جمع التبرعات للفرقة وفي الحفل قلنا للحضور نحن محتاجين لدعمكم المادي وكما ترون نحن الآن استأجرنا هذا المحل وهو الآن خالي من كل شيء وحتى الكراسي التي تجلسون عليها الآن أحضرناها من منازلنا.

وأخيراً طلبنا منهم المساعدة المادية لنتمكن من تأسيس نادي وشراء الآلات الموسيقية، وهذه الخطوة كانت لفته بارعة من القائمين على إدارة الفرقة والكثيرين من الحضور تبرعوا لنا بمبالغ مادية ومعدات وكراسي أشياء أخرى. وهذا اليوم يعتبر انطلاقة حقيقة للفرقة. المبالغ التي تم جمعها لا تكفي لشراء الآلات الموسيقية ولكن وبضمان واحد من أصحاب المحلات التجارية استطعنا شراء المعدات الموسيقية بضمانه أحد رجال الأعمال من محل لبيع الآلات الموسيقية كان يملكه إيطالي اسمه/ جبرياني ومن هذا المكان اشترينا الآلات. وكنا نخصص مبلغ معين من عائد الحفلات لتسديد الدين. والنسبة التي كنا نستفيد منها من عائد الحفلات تقدر بـ 35% فقط لأن نسبة 40% كانت تذهب لإيجار السينما، 15% ضرائب حكومية 5% ضرائب بلدية و5% للإعلانات وما تبقى كان يعود لصالح الفرقة والمبلغ المذكور كنا نقوم بتوفيره لتسديد الدين أولاً ثم لدفع مستلزمات النادي من إيجار وكهرباء ومياه، وجزء من المبلغ كان مخصصاً لأعضاء الفرقة كمنصرفات، وبهذه الطريقة استطعنا ان نمتلك الآلات حديثة. إستمرينا على هذا الحال حتى عام 1965م، اكتملت الآلات الموسيقية للفرقة، وتحسن أداء الفرقة واستطعنا إجراء صيانة على النادي، والمسرح كنا قد نستخدمه نهاراً لتدريب الفرقة على الغناء والموسيقى والمسرح، وليلاً يستخدم كمقهى، وبهذه الطريقة استطاع النادي أن يغطي منصرفات ومستلزماته.

وفرقة اسمرا الفنية كانت هي الفرقة الفنية الوحيدة في آسمرا في ذاك الوقت وبالتالي كانت تراعي كل شيء حتى حفلات الزواج باعتبار أن أعضائها والمسؤولين عن الفرقة وعلى رأسهم الإستاد/ ألمايو كحساي والأستاذ/ أسرس تسما كانوا يراعوا حفلات الأفراح ومثلاً كانوا يقولوا إذا كانت هنالك مناسبات أفراح يجب إن تشارك الفرقة في كافة المناسبات دون وضع حدود للاعتبارات المادية فمثلاً الفرقة كانت تشارك في حفلات الزواج التي يدعوهم فيها الأغنياء وأيضاً كانت تشارك في الحفلات التي يقيمها الفقراء، والاعتبارات المادية لم تكن ضمن أولويات الفرقة، وبهذه الطريقة فأن الفرقة استطاعت أن تصل لكل الناس الأغنياء والفقراء وبالتالي نشرت الفرح في بيوت كل الناس دون أي اعتبارات مادية وهذه هي إحدى مميزات وعوامل نجاح الفرقة.

والفرقة كانت تتعاقد مع أصحاب الحفلات بالساعة، فمثلاً أي شخص يطلب الفرقة لأحياء حفلة زواج يدفع للساعة 25 براً، وأقل زمن كان 5 ساعات وتحصل الفرقة في الحفلة الواحدة مبلغ 250 براً، واليوم الأمر تغير، وبناءاً على تلك التعرفة كنا نروح للأحياء الفقيرة والغنية دون استثناء ومبلغ 25 براً للساعة كان يناسب الفقراء والاغنياء. وأقول للحقيقة والتاريخ أن فرقة أسمرا الفنية كانت عادلة في إحياء حفلات الأعراس والمناسبات المختلفة.

وبعد ذلك ظهرت فرق فنية أخرى رفعت سعر الساعة الى 100 براً و 200 براًم فرقة أسمرا الفنية استمرت في حالها دون أي تغير.

Top
X

Right Click

No Right Click