معجم اللهجة الحبابية هجي حباب - الجزء الاول

بقلم الدكتور: إدريس إبراهيم جميل - وزير العدل السابق بالسودان

من مقدمة كتابي مُعْجَمُ اللَّهْجَةِ الحَبَابِـيـَّةِ هِجْيَ حَبَابْ (والذي ما زال قيد الإعداد ونأمل من المولى عزَّ وجل

أن يعيننا على إتمامه).

مقدمة:

توجد على الإنترنت دراسة مختصرة عن "الخصائص العامة للهجة سَرْو حِمْيَر اليافعية"، من اعداد الدكتور: علي بن صالح الخلاقي في موقع "شبكة الخلاقي" حيث قال وهو يتدث عن لهجة قبائل يافع في اليمن، وهي لهجةٌ حِمْيَرِيَّةٌ مشابهة الى حدٍ كبيرٍ للهجة الحباب: "إنَّ لهجة يافع - كأية لهجة أخرى - ليس لها قواعد وضوابط مدروسة، كما للغة الفصحى، وهذا ما يبرز كثرة الإختلاف في الصِّيَغ والتلاعب بالألفاظ والاقتباس والإختزال وغير ذلك، وهذه الدراسة محاولة لتوثيق هذه اللهجة الأصيلة التي لها جذور في الفصيح، كما في لغة حِمْيَر.

ولا شك أنَّ توثيق مفرداتها ودراستها يضيف شيئاً كثيراً إلى تاريخنا اللُّغَوِي، قبل أنْ تضيع مفرداتها وتختفي تدريجياً بفعل التطور الثقافي والإعلامي الذي هبت رياحه النشطة عليها خلال العقود القليلة الماضية وأخرجها من عزلتها، حتى إنَّه يمكنني القول إنَّ اللهجة اليوم غيرها بالأمس، فبانتشار التعليم ووسائل المعرفة والإعلام والاتصال والتواصل بدأت اللهجة تتغير وتفقد بعض خصوصياتها، ونجد صيغتها القديمة فقط عند كبار السن الذين لم يغادروا قراهم المنعزلة". ويقول في موضع آخر متحدثاً عن معجم لهجة قبائل يافع: "أمَّا معظم مفردات هذا المعجم فهي لهجة محلية لم أجد لها أصولاً في الفصحى، ولربَّما أنَّ للكثير منها أصولاً حِمْيَرية، وهو ما نأمل أن تكشف عنه النقوش الأثرية" (انتهى كلام الدكتور: علي بن صالح الخلاقي).

وهذا الكلام ينطبق بحذافيره على لهجة الحباب وأوردناه هنا لكي نوضح أنَّ لهجة الحباب ليست بِدَعاً في حدِّ ذاتها، وإنَّما تعروها نفس المشكلات التي تواجه قريناتها ومثيلاتها من اللَّهْجَات، خاصة الحِمْيَرِيَّة منها، لكون لهجة الحباب هي لهجة عتيقة تعود الى أزمنة غابرة. وكنتاج طبيعي للتطور بسبب عوامل الجغرافيا والتاريخ والحراك والتداخل الثقافي و"الانثروبولوجي" الذي شهدته في حقب ممتدة، تعرضت عبر السنين الى تغيرات كبيرة من حيث الشكل (Morphology) والمضمون (Content)، ليس فقط مقارنةً بالفصحى وإنَّما أيضاً مقارنةً بأمِّها "الحِمْيَرِيَّة"، ولم تعد جزئياً كما كان ينطق بها بنو يَعْرُب بن يَشْجُب بن قَحْطَان وأسلافهم من سَبَأ وحِمْيَر، وإنْ احتفظت في المجمل بطابعها الحِمْيَرِيِّ خاصةً فيما يعرف بالبناء اللُّغَوِي (Language Structure) وطريقة الأداء أو النُطْق (Phonology)، ونواصل في الجزء الثاني إن شاء الله.

مصطلحات وتعابير وردت في هذا البحث:-

1. اللَّهْجَة الحبابية:

كما ذكرنا في كتابنا "مُلُوكُ البَحْرِ وأهْلُ السَّادَةِ"، فإننا نود أنْ ننبِّه إلى أنَّ اللَّهْجَة [1] التى نحن بصددها، تعرف بلغة التِّجْري [2]Tigray بفتح الــرَّاء وإمـالتـها قليــلاً كــما هو النطق في الكلــمة الانـجليــزية X-Ray، وأحيانا تعرف  بلغة  التِّجْرَايِتْ Tigraiet. ويحلو للبعض أن يسميها "لَغَة بَنِي عَاِمر"، أمَّا نحن، ولأغراض هذا المعجم، سنستخدم مصطلح اللَّهْجَة الحَبَابية [3]، بدلاً من استخدام مصطلح لغة التِّجْري [4].

والتِّجْري لهجة يختلف أداؤها (نطقها) من منطقة إلى أخرى، فمثلاً نجد جزءاً من الحباب وكافة بني عامر، خاصة أهل بركا والقاش وكسلا وما حولها، يبدلون حرفي «الذال» و«الزَّاي» بحرف «الدَّال» فيقولون، على سبيل المثال: «عبد العديد» بدلاً من «عبد العزيز» و«ديت» بدلاً من «زيت»، و«دبدتْ» بدل «زِبْدَتْ ـ زبدة» و«إدَاعَتْ» بدل «إذاعة»، وهكذا، وهذا أمرٌ ناتجٌ عن تأثرهم القوي بلغتهم الثانية وهي «البِدَاوِيْيِتْ»، والتى لا تعرف الذال والزاي والحاء والعين، بحكم أنها لغة حامِيِّة وليست سامِيِّة. وفي المقابل نجد في قبائل الساحل ميلاً قوياً نحواستخدام حرف الذال محل الدال فيقولون مثلاً: «فِذَاكَ أبُويَّ» بدل «فداك أبوي». ومن المعروف إنَّ لهجة التِّجْري تتحدث بها حالياً (2018م) قبائلُ كثيرةٌ في إرتريا والسودان، منها الحَبَابُ بالطبع، وبنو عامر وماريا ومنسع، وبعضُ الحلنقا (الحلنجا) والحُمْرَان، وجزءٌ قليلٌ من الباريا والبلين، وعددٌ أقلُّ من الرشايدة والشكرية النَّوَايْمَة واللحويين وغيرهم. وهي لهجة تنتشر في مثلث ترتكز قاعدته على الشريط السَّاحِلي الممتد من جزر دهلك إلى سواكن، ويمتد رأسه الى منطقة وَدَّ الحِليوْ، جوار نهر سيتيت ونهر باسلام، ونواصل في الجزء الثالث إن شاء الله.

الهوامش:

[1] بعض الناس يخلط بين مصطلحي «لغة» و«لهجة» ولابد أن نشير هنا إلى أن اللُّغة هي مجموعة من الكلمات والتعابير والجمل التى تستخدم للتواصل الصوتي والكتابي بين أفراد أمة أو فرقة من الناس طبقا لقواعد ونظم ثابتة تحكم الأداء الصوتي لتلك اللُّغة وكتابتها، بينما اللهجة هي استخدام لغة من اللغات الموجودة سلفاً بأداء صوتي لا يتقيد بالكامل بقواعد ونظم تلك اللُّغة وذلك برغم أن اللهجة تستخدم نفس الألفاظ والتعابير الموجودة في تلك اللُّغة أو مفردات مشتقة منها. فاللُّغة شجرة واللهجات فروع لها. في الصفحة 55 من كتابه «المقتضب في لهجات العرب»، طبعة 1996م، يعرف الدكتور: محمد رياض كريم اللهجة اصطلاحا بقوله: اللهجة هي «مجموعة من الصفات اللغوية تنتمي إلى بيئة خاصة ويشترك في هذه الصفات جميع أفراد هذه البيئة». ثُمَّ يضيف قائلا: «وتلك الصفات التى تتميز بها اللهجة تكاد تنحصر فيالأصوات وطبيعتها وكيفية صدورها، فالذي يفرق بين لهجة وأخرى هو بعض الإختلاف الصوتي في غالب الأحيان». ولهذا السبب استخدمنا في هذه الدراسة مصطلح لهجة الحَبَاب بدلا من مصطلح لغة الحَبَاب حيث اللُّغة الأصل هي اللُّغة العربية (وبالذات الجنوبية - الحميرية).

[2] بعض الناس يكتبها «التقري» أو «التقرايت»، بالقاف، وهذا خطأ وإنما الصحيح هو أن تكتب «التِّجْري» وبحيث تنطق الجيم بالطريقة اليمانية أو ما يعرف حاليا بالجيم القاهرية أو المصرية. كذلك بعض المراجع الأجنبية تكتبها Tigre"" وأنا أحبذ أن تكتب Tigray لأن ذلك أقرب للنطق المحلي الصحيح للكلمة.

[3] لقد أقرَّ المؤرخ العامري محمد صالح ضرار هذا المصطلح من قبلنا؛ أنظر كتاب «تاريخ قبائل الحَبَاب والحماسين»، مرجع سابق، صفحة 7 والهامش رقم 6 في نفس الصفحة.
يبدو أن كلمة «تِجْرَي» (بالجيم اليمانية) مأخوذة ومشتقة من لفظة «تجارة» المعروفة وذلك لأن غالبية أهل اليمن الذين وفدوا لمنطقة شرق إفريقيا منذ أزمان سحيقة كانوا وما زالوا يحترفون مهنة التجارة، في حين أنَّ السكان المحليين لا يميلون للتجارة وإنما حرفتهم الرئيسة هي الرعي والزراعة بدرجة أقل. وبالتالي فإن لغة هولاء الوافدين اليمنيين ربّما عرفت بلغة التُّجَّر tuggar - جمع تاجر - أي لغة التُّجَار، ومن ثمَّ تحرفت قليلا الى «لغة التِّجْري»، علما بأن هذه كلمة «تُجَّار» يقابلها محليا لفظ «تُجَّر» (بالجيم اليمانية) وهو وزن من أوزان الجمع في اللغة العربية، مثل «قُصَّر» جمع قاصر، وبالتالي «تُجَّر» جمع تاجر. ولمعرفة المزيد عن هذه اللهجة يمكن الاطلاع على المراجع التالية:

· Moritz Von Beurmann: »Vocabulary of The Tigre Language«, Published with a Grammatical Sketch by Dr. A. Merx, of the University of Jena, Halle Buchhandlung Bes Waisenhauses, London, Truebner & Comp. 60, Paternoster Row, 1868.
  Enno Littmann: »Publications of the Princeton Expedition to Abyssinia«, published and printed by Leyden, Vol. I & II. 1910.
· Leslau, Wolf: Short grammar of Tigre (Publications of the American Oriental Society Offprint Series 18). New Haven: American Oriental Society [Reprinted from Journal of the American Oriental Society 65: 1-26, 164-203, 1945].
· Littmann, Enno and Maria Höfner: Wörterbuch der Tigré-Sprache. Wiesbaden: Franz Steiner, 1962.
· Nakano, Akio and Yoichi Tsuge (collaborator). 1982. A Vocabulary of Beni Amer Dialect of Tigré. Tokyo: Institute for the Study of Languages and Cultures of Asia and Africa.
· Raz, Shlomo: Tigre Grammar and Texts (Afroasiatic Dialects 4). Malibu: Undena, 1984.
· Raz, Shlomo: Tigre, The Semitic Languages, Robert Hetzron, ed., 446-456. London: Routledge, 1997.
· Elias, David L: »Tigre of Habab: Short Grammar and Texts from the Rigbat People«, Ph.D dissertation. Harvard University, 2005.

إن أقدم محاولة - معروفة لدينا حتى الآن - لدراسة لهجة التِّجْرَي تتمثل في الكتاب الذي ألفه في عام 1868م، أيْ قبل أكثر من مائة وأربعين (140) سنة من الآن (2018م)، المستشرق والرحالة الألماني: مورتز فون بويرمانMortiz von Beurmann بعنوان: "أبجدية لغة التِّجْرَي"، حيث ذكر عددأ من القبائل التي تتحدث التِّجْرَي ومنها قبائل جُزُر دَهْلَك وقبائل سَمْهَر والحباب ومَنْسَع وجِمِّجَان وبَيجُوك وماريا وبنو عامر وألْقَدَيْن (Algadain) وسَبْدَرَاتْ والحلنقا (الجَلَنْجَا). وقال بالإضافة الى هولاء هنالك قبائل تتكلم وتفهم التِّجْرَي وهم قبائل البوجوس (مسحليت) وبيت طوقي (البلين) والباريا. ثُمَّ ختم تلك الفقرة قائلا: إن أفضل نطق للتِّجْرَي هو الذي يوجد لدى الحباب [5]:

.«The finest pronunciation is found with the Habab»

2. المعجم السَّبَئي:

سنشير في بحثنا هذا من وقت لآخر الى كتاب "المعجم السَّبَئي" الذي قام بوضعه أربعة مستشرقين وقامت بنشره جامعة صنعاء بالجمهورية العربية اليمنية في عام 1982، وتمت الاستعانة والاستشهاد في المعجم بعدد من النقوش اليمنية القديمة، وكتب المعجم باللغات الإنجليزية والفرنسية والعربية بعنوان:

SABAIC DICTIONARY (English-French-Arabic) By A.F.L. Beeston, M.A. Ghul, W.W. Müller, &J. Ryckmans Publication of the University of Sanaa, YAR, 1982.

هذا ويجب التنبيه الى أنَّ ذلك الكتاب الذي أطلق عليه إصطلاحا إسم "المعجم السَّبَئِيّ" يعتبر جهداً عظيماً ومفيداً لكنه لا يحتوي إلَّا على جزءٍ يسيرٍ من كلام السَّبَئِيَّين/ الحِمْيَرِيِّين، وهو محاولة جديرة بالتقدير من باحثين لمعرفة مضمون عدد قليل من النقوش التى تحصلوا عليها وتحتوي، بطبيعة الحال، على عدد محدود من المفردات، ونُشِرَ نتاج جهدهم المقدر هذا في كتاب تقل صفحاته عن مائتي صفحة. وهذا بالطبع لا يمكن أنْ يُعْتَبَر معجماً وإنَّما هو محاولة أولية لفهم مكنونات تلك اللُّغة وتناولت مفردات معينة من كلام السَّبَئِيِّين/الحِمْيَرِيِّين. وجملة ما نود قوله هو إنَّ عدم وجود مفردة أو تعبير معين في ذلك المعجم لا يعني أنَّ تلك المفردة أو التعبير ليس من كلام السَّبَئِيَّين/الحِمْيَرِيِّين، ونواصل في الجزء الرابع إن شاء الله.

الهوامش:

 [5]راجع الصفحة رقم (7) من كتاب:

»Vocabulary of The Tigre Language«, written by Moritz Von Beurmann, Published with a Grammatical Sketch by Dr. A. Merx, of the University of Jena, Halle Buchhandlung Bes Waisenhauses, 1868,London, Truebner & Comp. 60, Paternoster Row.

 .3الجيم اليمانية:

نقصد بها الحرف الذي ينطق من أقصى الحنك الأعلى بايجاد تجويف بمساعدة اللسان يسمح بمرور صوت يشبه نطق حرف G في اللغة الإنجليزية، وهو ما يعرف في العربية بالجيم "غير المعطشة" ويقابلها في اللغة العربية الفصحى حرف الجيم "المُعَطَّشَة". ونحن في بحثنا هذا سنشير الى هذا الحرف ونطقه بالجيم اليمانية وذلك لأنَّ نطق الجيم بهذه الطريقة يشمل، منذ القدم وحتى وقتنا الراهن (2018)، كل كلام اليمن وعُمَان وانتقل معهم الى شمال مصر، ومناطق أخرى منها بادية الحباب. وما زالت الجيم اليمانية تنطق في مصر بنفس الطريقة حتى وقتنا الحاضر (2018م)، ولذلك يسميها البعض بالجيم القاهرية أو المصرية، وهي في الحقيقة تعود الى قبائل حِمْيَرِيَّة/سَّبَئِيَّة، خاصة قضاعة ببطونها المختلفة، استوطنت في الجيزة جوار الفسطاط (القاهرة) ومنها هَمْدَان ويافِع([6]) وغيرها من قبائل قُضَاعة الحِمْيَرية عندما جاءت مجموعات ضخمة منهم في جيش عمرو بن العاص فاتحةً لمصر. ولأن الفصحى لا تنطق الجيم بهذه الطريقة رغم وجودها في كثير من لهجات ولغات كثيرة من بلاد العرب والعجم، خاصة ذوي الإصول السَّامِيِّة، فإنَّ النساخ (الكُتَّاب) يختلفون في طريقة كتابتها كلٌ حسب اجتهاده. فمنهم من يكتبها (ج)، وهي الطريقة الأشهر والأصح، ولذلك سنعتمد طريقة كتابة الجيم اليمانية في هذا البحث بهذه الطريقة (ج) مع الإشارة الى كونها جيماً يمانية "g"، ومنهم من يكتبها (ق) ونعتقد أنْ هذه طريقة خاطئة وإن كانت شائعة لكون ذلك يؤدي الى الخلط بينها وبين حرف القاف وهو حرف أصيل ودستوري في اللغة العربية ويجب المحافظة على نطقه السليم دون خلط أو تشويش. وبعضهم يكتبها بطريقة ما يعرف بالكاف المعقودة (گ) خاصة أهل العراق. بل ذهب أهل المغرب العربي الى كتابتها بوضع ثلاث نقاط في أعلى حرف القاف (ڨ) أو حرف الكاف (ڭ).‼ وهذا كله شَطَطٌ يجب الابتعاد عنه، فالجيم اليمانية هي أصل الجيم العادية (معطشة سموها أو غير معطشة)، ولهذا يجب المحافظة على كتابتهما بنفس الطريقة التي تكتب بها في الفصحى مع التنبيه لإختلاف النطق إذا لزم الأمر.

هذا وفي معرض دراستنا للهجة الحبابية وجدنا أنَّ نطق الكلمات والأسماء الجديدة التي بها جيم أصبحت تنطق فيها الجيم بالطريقة العادية (المعطشة) كما في الفصحى حيث أنه، وبعد انتشار الطرق الصوفية التي أتى بها مشائخ من عرب الشمال (الحجاز والعراق وغيره)، نلاحظ أنَّ طريقة نطق الجيم تحولت لدى الحباب رويداً رويداً من نطقها اليماني (جيم غير معطشة “g”) الى نطق الجيم بالطريقة العادية كما في الفصحى (جيم معطشة)، وهذا يتضح من أسماء الحباب القديمة والمفردات الراسخة في لهجتهم والتي بها جيم، تنطق كلها بالجيم اليمانية بينما نجد الأسماء الحديثة نسبياً (بعد انتشار الإسلام الصوفي) قد أصبحت - هي والكلمات ذات العلاقة بالدين خاصةً - كلها تنطق بالجيم العادية "المُعَطَّشَة" كما هو الحال في الفصحى. ولمن يعنيهم الأمر نشير الى أنَّ الجيم في الفترة التي سبقت كنتيباي "جاوج Jawij" (بالجيم العادية) في نهايات القرن الثامن عشر (بالتقريب) كانت تنطق بالجيم اليمانية؛ فمثلاً: (جَلايْدُوس Galaydos، جَرْجِيسGargees ، جَبِرْكِتُّوس Gaber Kittos، أسْجَدَي Asgadai …الخ) وكذلك كلمات مثل جَمَل Gamal ، جبَّاه Gabbah (ذو جبهة عريضة)، هِـجْيَا Higia (الكلام من التَّهَجِي) … الخ، كلها أسماء وكلمات قديمة كانت {وما زالت بحكم التوارث} تنطق بالجيم اليمانية. أما الأسماء الحديثة (جاوج، جميل، جِمِع، عجيل …الخ) وكذلك المفردات التي دخلت حديثاً بموجب انتشار الوعي الديني (الإسلامي) وما يصاحبه من تطور في الثقاقة والعادات واللبس وغيره مثل: (جَنَّتْ (الجنة)، نجس (من النجاسة)، جَلَّابْيَتْ (جلابية) ...الخ)، فكلها تنطق الآن بالجيم العادية كما في الفصحى،،، ونواصل في الجزء الخامس إن شاء الله.

الهوامش:

 [6]راجع كتاب "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار" لمؤلفه: أحمد بن علي بن عبد القادر، أبو العباس الحسيني العبيدي، تقي الدين المقريزي (المتوفى: 845هـ) الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت الطبعة الأولى، 1418 هـ.

 .4القاف المقلقلة:
حرف القاف يعتبر عمدةً في التفريق بين لهجات العرب والعجم منذ قديم الزمان. وكما ورد في "منتدى مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية" فإنَّ "بعض الحروف تُعَدُّ مَحَكَّاً حقيقياً للعروبة والعجمة، فالعربي يفصحها، والأعجمي يَعْيَى بها ويرتضخ لكنةً لا ينفك عنها، والقاف على رأس هذه الحروف، فمخرجها وطريقة نطقها كانا مَثَارَي جدل منذ وضع سيبويه النحو وقعَّد لمخارج الحروف، إلى أنْ تلاه الدارسون للهجات العرب في كل عصر وزمن".

ولعلي هنا أعبر عن بَثِّي وحُزْنِي على إختفاء حرف القاف من معظم اللَّهْجَات العربية المعاصرة وانزوائه في مناطق في جنوب اليمن وعُمان وجيوب من شرق إفريقيا (لدى الحباب مثلاً) وشمال إفريقيا (تونس مثلاً) وبعض أجزاء العراق، ليصبح يتيماً في موائد الكلام تنبذه ألسنة المستعربين والعوام. وقد سبق أنْ قلت في كتابي "الحباب ملوك البحر وأهل السادة" متحسراً على وضع القاف في وقتنا الراهن: أمَّا حرف «القاف» اليوم فأقم عليه مأتماً وعويلاً في كل مكان من ربوع العالم العربي، حيث يقلب «ألِـفـاً» في الشام ومصر، فيما يعرف بـ «الأنانة»، فيقولون مثلا: «تأبُرْنِي» بدل «تقبرني»، و«ألْتِ لَّكْ» بدل «قلت لك»، ويقلب «غيناً» في السودان وغيره، فيقولون مثلا: «ليلة الغدر» بدل «ليلة القدر»، ويقولون «غلفاء» ويقصدون «قلفاء»، بمعنى انثى غير مختونة!!. ويقلب القاف «جيماً» يمانية في كثير من لهجات العرب، ولا سيّما لهجات شمال اليمن، والسعودية ودول الخليج (باستثناء عُمان) وينطقونه بطريقة عُرِفَتْ حديثاً بـ "القاف البدوية" أو "الجاف الفارسية"، فيقولون مثلا «عَجِيم»- بالجيم اليمانية أو القاهرية كما تعرف أحياناً - بدل «عَقِيم» و«جُمْ gum» بدل «قُمْ»، وهكذا. ويقلب القاف «كافاً» في فلسطين والأردن، فيقولون مثلاً: «ياروح كلبي» بدل «يا روح قلبي» و«خمس دكايك» بدل «خمس دقائق»!!. أما القاف في غالبية شمال اليمن فقد هَوِيَّـتَه وأصبح ينطق مثل الجيم اليمانية تماماً حيث يصعب على المستمع انْ يعرف ما المقصود عندما يتحدث أحدهم فيقول مثلاً: «أجْرَب agrab» بدل «أقرب»، من القُرُبِ، وبنفس النطق يقول: «أجْرَب agrab » من الجَرِبِ، فهنا عليك أنْ تجتهد لتعرف ما المقصود لأنه، على سبيل المثال، كلمة "تَجَارُب" تنطق بنفس الطريقة التي تنطق بها كلمة "تَـقَارُب"، وشتان ما بين المعنيين!!

بيد أنَّه ومن حسن الحظ ، نعم من حسن الحظ ، أنَّ اللهجة الحبابية احتفظت بنطق القاف مُرَقَّقاً ومُقَلْقَلاً، وجل كلامهم لا يعرف النطق بالقاف البدوية إلاَّ ما استحدث من ألفاظ قليلة، دخلت لهجتهم مؤخراً مع عرب الشمال، كما سنوضح عند الاقتضاء عندما نتعرض لشرح الكلمات التى بها قاف. ولهذا سنشير، من وقت لآخر، في بحثنا هذا الى نطق القاف هل هو مرقق ومقلقل كما هي العادة في جل كلام الحباب أم أنَّ الكلمة حديثة وتنطق بالقاف البدوية. هذا وقد استخدمت في بداية هذه الفقرة تعبير "ومن حسن الحظ" وقد قصدت ذلك لأنَّه لو كانت لهجة الحباب تنطق القاف بالطريقة البدوية (g) لتعثر بحثنا هذا كثيراً لكثرة المفردات التى بها جيم وقاف وصعوبة التفريق بينهما إذا نطقا بنفس الطريقة. لكن اليوم يسهل علينا أن نعرف، من نطقهم المقلقل للقاف، أنَّ كلمة "جِمَّتْ" مثلاً (بمعنى شَعْرَ الرَّأس عندما يكون كثَّا) هي بالجيم اليمانية وليس "قِـمَّـتْ" بالقاف البدوية. ولا شك أنَّ الوضع كان سيبدو عسيراً لو أنَّهم اعتمدوا نطق القاف بالطريقة التى تنطقه بها معظم لهجات عرب اليوم، ونواصل في الجزء السادس إن شاء الله.

 .5اللَّهْجَة السودانية:

سنستخدم كثيراً في هذا البحث مصطلح "اللَّهْجَة السودانية" ونقصد به لهجة وسط السودان وشماله الأقرب للوسط حتى منطقة الشايقية، وهي لهجة أصبحت تتمدد في أطراف السودان شيئاً فشيئاً بسبب الإعلام الرسمي المسموع (منذ عام 1940م) والمرئي (منذ نهاية عام 1962م). نقول هذا وفي ذهننا لهجات عربية أخرى في السودان تُؤَدَّى بطرق مختلفة، ومثال على ذلك لهجة أهل البُطَانَةِ، التي بها كثيرٌ من المفردات البجاوية [7]، والحِمْيَرِيَّة، ولاسيما من لهجة الحباب، وإنْ كانت في عمومها قريبة من لهجة الوسط، ولهجة البقارة في كردفان والتي تنحى مناحي أخرى مثل فتح كاف الملكية في آخر الكلمة (مثلاً يقولون: ألْحَقْ بَقَرْكَ" بدل "بَقَرَكْ" الدراجة في لهجة الوسط)، وغير ذلك من التعابير. هذا ناهيك عن لهجة عرب دافور وغيرها من المناطق. وينبغي أنْ نلاحظ أنَّ لهجة الحباب تتفق في بعض تراكيبها مع لهجة البقارة (وهم في غالبيتهم قبائل جهينية [8]، أيْ حِمْيَرِيُّون كما الحباب) وكذلك في طريقة نطق الكلمات التي يلحق بها ضمير الملكية مثل: "بقرك، كتابك، شغلك، ... الخ". فالقاعدة العامة في اللهجة السودانية السائدة حالياً هي أنَّ تلك الكلمات تنطق "بَقَرَكْ، كِتاَبَكْ، شُغْلَكْ"، بينما في لهجة البقارة والحباب، بل وكثير من اللهجات العربية المعاصرة في الجزيرة العربية، نلاحظ أنَّ المتحدث يفتح ضمير الملكية في آخر الكلمة مما يؤدي بالضرورة الى إختلاف نطق الكلمة عمَّا هو عليه الوضع في اللهجة السودانية، وبالتالي فإنَّ تلك الكلمات ستنطق: "بَقْرْكَ، كِتَابْكَ، شُغُلْكَ"، وهذا بالطبع أقرب لنطقها في الفصحى وإنْ كان غير مطابقٍ له تماماً كما هو الحال في بقية اللهجات العربية. قال الشاعر السعودي: سلطان بن نايف الروقي العتيبي:

الناس ما يعـطـونك إلا لأجـل هات
وأكثـرهم يـشـوفـون حَسْنَتْكَ منكر.

لاحظ تشكيل (نطق) كلمة "حَسْنَتْكَ"، وهذا بالضبط نطقها لدى الحباب حالياً، بينما يفترض أنْ تنطق "حَسَنْتَكْ"، بسكون (الكاف) وفتح ما قبله، في اللهجة السودانية ،،، ونواصل في الجزء السابع إن شاء الله.

الهوامش:

[7] هنالك مسميات بجاوية كثيرة (بالتِّجْرَي والبِدَاوَيتْ) في منطقة البطانة يصعب حصرها بما فيها مسميات لقرى وقبائل وجبال ووديان وغير ذلك، تعود الى البجة ومنها، على سبيل المثال لا الحصر: ريرا ، جبل اللَّبَايْتُور، جبل ود قدير، جبل بيلا، جبل كرتوت ، جبل قرين ، بَـيَّــة ، بَـلُـوس ، حردوب ، أوديد ، وَادِى الخَاسَة، قلع الحَـدَارْبَة، خور سقانيت (سَجَانَيتْ - بالجيم اليمانية) ...الخ.

كما أن شعر البطانة يزخر بالمفردات البجاوية (بالتِّجْرَي والبِدَاوَيتْ)، وهذا شيئ طبيعي ومتوقع نتيجة لعوامل كثيرة أقلها التاريخ والجغرافيا. قال الشاعر: أحمد عبد الله محمد عمر البنَّا (المعروف بالفرجوني) في قصيدته المسماة (مُسْدَار البطانة -3):

شَامْخَـة عْيَالْ شَكِيِرْ زَىْ الاسُوُدْ القُــهَّر
ويومْ عَشَرَة و"فِدِقْ" فوقْ القَـبَايلْ بَهَّـرْ
("فِدِقْ" كلمة بجاوية وتعبير "عشرة وفِدِقْ" مقصود به قمر أربعة عشر).
وقال شاعر البطانة إدريس وَدْ عَلِي وَدْ رَانْفَيْ:
حَسَّان وأبْ عَلِي وأبْ سِنْ حَدَارْ الجَارْ
كـاتـلين عـزْ مُكُوكْ كَـمْ بَـرَّدُوهَـا الــدَّارْ
من ا لهَـيْـكُـوتَا لي البَـلَدْ أبْ قَـنَا وصَفَارْ
مـاخـلــوهـا نَــيـَّــة تَـنْـقَـلـِـبْ لـي النَّـــارْ

وما يعنينا هنا هو لفظة "حَدَار" التي يتشابه معناها في لهجات البطانة ولهجة الحباب بمعنى السيد المبجل، وهو استخدام ربما لا تجده في بقية اللَّهْجَات العربية.

وحقيقةُ الأمرِ هي أنَّ لهجة وسط السودان تعج بالمفردات التى تعود الى لغات شرق السودان، سواء التِّجْرَي أو البِدَاوَيتْ، وأصبحت تلك المفردات دراجة في الألسن لدرجة أن الناس لا ينتبهون الى مصدرها، ولكن الموضوع قد أجمله لنا الدكتور: عون الشريف قاسم حين قال: "إذا تركنا التيار النوبى فإننا نصطدم مباشرة بالتيار البجاوى الذى ينساب قوياً فى صلب لهجتنا ويقف شاهداً على أنَّ الإتصال بين المجموعات البشرية فى السودان كان منذ القدم قوياً وحاداً، فنحن نتحدث باللغة البجاوية حين نذكر المرفعين والبعشوم والبعنيب او نستعمل العنقريب والكركب والفندق والدانة للشرب والسكسك والكرورية أو حين نأخذ الشبال فى العرس ونستعمل فى مجال الأطعمة الدوف والقنقر والعنكوليب أو نقول لمن لم يحالفه الحظ جلا أو ننادى الطفل بالدرفون أو نشكو من الدَّبس ونبرم الشنب ونطبل البيت بالطبلة ونقول لمن يرحل قنجر ونَصِفُ الشِّفَاه الغليظة بالشلاليف، وأصل الشلوف عند البجا خرطوم الفيل ونرى أنَّ تأثير البجا فى لهجتنا أعمق من ذلك بكثير".

[8] تنتسب القبائل الجهينية الى جُهَيْنَةَ بِن زَيْد بِن لَيْث بِن سَوْد بِن أَسْلَم بْن اِلْحَافِ بْن قُضَاعَةَ بْن مَالِك بْن عَمْرِو بْن مُرَّة بْن زَيْد بْن مَالِك بِن حِمْيَر بِن سَبَأَ بْن يَشْجُب بْن يَعْرُبَ بْن قَحْطَان.

نواصل... في الجزء القادم

التعليقات  

سميرة البلوي
#سميرة البلوي2019-08-12 00:55
بالله التقرايت هي اللهجة الحبابية ؟
رد
حسن سليمان شوكاي
#حسن سليمان شوكاي2019-08-12 01:00

ماالقصد بلغة الحباب ؟

كم ولاد طمر ابوهوم مايت ديب ورث اوروكا
ولت فلانة ناييتا لبل قابئام
هلينا مسلني لهقيا تقرايت لبولا

ومن هم الحباب تحديدا ؟

اليسو قبيلة من عدد لايقل عن ٣٠ قبيلة ناطقة بهذه اللغة
ولا في قبيلة بعينها أتت بها وتخرج بها كما يحلولها ؟
عيب…
رد
Saleh Osman Kekia
#Saleh Osman Kekia2019-08-12 01:05

مآ هو المغزى من تسمية لغة التقري بلهجة حبابية ؟
لا نعرف أن أحدا ادعى قبل هذا ان التقري... بهذا النطق
وليس التقرايت كما يحب أن يكتبها البعض...
لم نعرف من ادعى بأنها لهجة حبابية وحتى أهلنا الحباب لا يدعون ذلك
فما هو الهدف والمغزى من هذه التسمية ؟
رد
Ali Hassan
#Ali Hassan2019-08-12 01:12

السؤال المنطقي علي ماذا استند علي تخصيصه التقرايت بأنها لغة الحباب دون غيرهم ؟؟؟
وما المغزي والهدف من هذا التخصيص ؟؟؟
وعلي ماذا استند بأنهم ملوك البحر الأحمر دون غيرهم ؟؟؟
وهل إسم الحباب يرجع الي الجد الذي تنتمي اليه هذه القبائل أم لا ؟؟؟

ولماذا الباحث مسر بأنها لغة الحباب وبرغم أصول هذه اللغة في موطن منشأها يرجع الي اللغة الجئزية قبل انهيار سد مآرب وعبور بعض متحدثيها الي البحر الأحمر وكل الدراسات والبحوث القديمة منها والحديثة أثبتت بأن الامهرية والتجرنية والتقرايت بأنها اشتقت منها أو تفرعت منها عبر سنين ولم تثبت كل هذه الدراسات إسم كلمة حباب في أي موضع تشير علي إسم هذه القبائل حتي في التأريخ الارتري ولكن الثابت والمتفق عليه بأنها لغة يرجع أصولها الي الجئزية .

وإذا تكلمنا بدون تحفظ وبصورة متجردة المتحدثي بالتقرايت سواء كانوا أهل ساحل وسمهر وعنسبا وقاش وبركة وشرق السودان هم ينتمون لنفس القبائل وان اختلفت مواقعهم الجغرافية

فالسؤال للباحث علي ماذا استند في بحثه بأنها لغة أهل الحباب وعلي ضؤءها بني عنوان البحث علما كما ذكرنا بأنها نفس القبائل متوزعة.في إقليم سمهر وساحل وعنسبا وقاش وبركة وشرق السودان فلا داعي أن أذكر أسماء هذه القبائل لأنها معروفة لكلنا

ولكن أنا شخصيا اختلف مع الباحث في هذا التخصيص لأن البحث بعيد كل البعد عن الحقيفة بمعني الانتقاد ليس في مضمون البحث الذي يهدف من الناحية التاريخية لمعرفة من أين جاءت التقرايت وأصل نشأتها أو موطنها الأصلي قبل عبورها البحر الأحمر والتحدث بها بعض من سكان ارتريا فهذا ليس فيه اختلاف ولكن الخلاف لماذا الباحث خصها بلغة أهل الحباب هذا هو مربط الفرس الذي بامكان الباحث أن يجيب عليه

وعلي حسب علمي المتواضع نعم مصطلح الحباب يشير إلى موقع جغرافي وليس لاسم الجد الذي تنتمي إليه هذه القبائل ولكن هذا المصطلح أصبح بمرور الوقت يحل محل أسماء هذه القبائل وبرغم وجودها علي أرض الواقع فهذا أيضا ليس بيت القصيد يدعونا للاختلاف فيه لقناعتي بأنها مجرد مظلة أهلية إدارية قد يتفق عليها سكان أهل ساحل مع التأكيد بأن سكان ساحل كل منهم يعرف إسم قبيلته والجد الذي تنتمي اليه وارتباطها واشتراكها بالتسلسل مع تلك القبائل المتوزعة جغرافيا سواء كان في داخل ارتريا أو شرق السودان

بكل صراحة مثل هذه البحوث وبرغم أهميتها فإنها قد تؤجج صراع في جسم متحدثي التقرايت بصفة عامة ويتسبب في تفتيت وتباعد هذه القبائل المنتشره جغرافيا وسوف يكون ضررها أكبر من فائدتها

وعلي الباحث عليه أن يؤكد في بحثه بأنه وجد دليل قاطع ودامغ بالسند في بحثه بأن التقرايت تخص أهل الحباب دون غيرهم برغم معرفتنا التامة ليس هناك جد إسمه حباب ولكن الكل يتفق بأنه يعني موقع جغرافي ولا يشير بأن هذه القبائل يعود نسبها له
رد
Top
X

Right Click

No Right Click